أثار استقبال الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بالقصر الرئاسي يوم الخميس الماضي، لمبعوث من جبهة البوليساريو الانفصالية يدعى محمد خداد، حنق فعاليات موريتانية رأت في ذلك الاستقبال "خطوة غير بريئة ومستفزة" لمشاعر المغاربة والموريتانيين. وفي هذا الصدد سارعت الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية إلى التنديد بخطوة الرئيس الموريتاني، معتبرة بأن استقباله لمبعوث ما يسمى الجمهورية الصحراوية، "سهم مسموم ضد المواطن الموريتاني والمغربي على حد سواء، ينال مون المواطن المغاربي الذي يحلم بتفعيل اتحاد دول المغرب العربي الخمس". وعزت الجمعية، التي يرأسها الناشط الموريتاني شيخاني ولد الشيخ، ضمن بيان توصلت به هسبريس، خطوة محمد ولد عبد العزيز إلى حملة الانتخابات الرئاسية، مبرزة أنه "في أمس الحاجة إلى مغازلة الجزائر، ومداعبتها من أجل تمويل تلك الحملة الانتخابية". ووصف الشيخاني، في بيان شديد اللهجة، نظام ولد عبد العزيز بكونه "نظام انقلابي يسعى إلى توتير منطقة المغرب العربي، وزيادة الطين بلة، وصب الزيت على النار، لزعزعة الأمن القومي العربي، كراهية بالديمقراطية التي تشهدها بعض الدول العربية" وفق تعبيره. وشدد الشيخاني على أنه يتعين احتواء ما سماها الانتهاكات التي يمس من خلالها الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بالأمن القومي للدول الشقيقة، والتي يجعل من المواطن الموريتاني عرضة لعواقبها، بالسرعة التي يتطلبها الموقف من خلال دبلوماسية موازية حكيمة ورشيدة". وتابع بأن البلاد بسبب أخطاء النظام الموريتاني المتكررة منذ انقلابه سنة 2008، ستكون مرشحة لتتجه نحو أحد احتمالات أربع: إما مصير نظام القذافي، أو تدخل الجيش بانقلاب عسكري، أو قيام ثورة شعبية لا تخطئ العين بوادرها، أو انتشار الفوضى واضمحلال الكيان لا قدر الله" يقول بيان الجمعية. واستطرد المصدر بأنه "بدل أن يدعو الرئيس الموريتاني إلى رصد الصفوف واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، بما فيها الدول الشقيقة، والسعي في وحدة الأمة، يستقبل بالقصر الرئاسي من يدعو إلى تشرذم الأمة والقضاء على كيانها"، في إشارة إلى ممثل جبهة البوليساريو.