رسائل بالجملة بعث بها حزب التقدم والاشتراكية مساء الجمعة، إلى جميع الفرقاء السياسيين وفي مقدمتهم الحليف الإسلامي وفرق المعارضة، بمناسبة انعقاد مؤتمر الPPS الوطني التاسع والذي احتضنت جلسته الافتتاحية مدينة بوزنيقة. أولى الرسائل التي جاءت في التقرير السياسي الذي عرضه الامين العام المنتهية ولايته محمد نبيل بنعبد الله، أكد خلالها الحزب تشبثه بالمرجعية التأسيسية، التي بمقتضاها برز الحزب، في شكله الأول كحزب شيوعي مع الراحل علي يعتة، حيث أكد بنبعد الله على أن الحزب "أقوى مما استهدفه من قمع ومنع، ليظل حزبا وطنيا، يساريا، اشتراكيا، تقدميا، حداثيا وديموقراطيا"، مضيفا أنه "حزب مرتبط بالطبقات والفئات الكادحة والمستضعفة، وبمنتجي الثروات المادية والفكرية". الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية اعتبر قضية المرأة من القضايا التي شكلت بالنسبة لحزبه هاجسا مركزيا، مبرزا أن "إعلاء شأن المرأة في الحزب والمجتمع هو من مميزات الجينات الأيديولوجية والفكرية للحزب، وجزءا لا يتجزأ من حمضه النووي السياسي". وشدد بنعبد الله في هذا السياق على "أن قضية المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات، وإنصاف المرأة، يجب أن يكونا بعيدا عن أي نزعة ضيقة أو ذهنية هيمنية"، مسجلا "أن انتصار الدستور الجديد لمبدأي المساواة والمناصفة لا يمكن إلا أن يكون محل ترحيب وارتياح واعتزاز بهذا الانجاز الكبير ليس فقط بالنسبة للمرأة المغربية وإنما أيضا للمجتمع والدولة ككل". في لغة لم تخل من تحد قال نبيل بنعبد الله إن حزبه "تعرض خلال الانتخابات التي أفرزت تحالفه مع الإسلاميين لمضايقات شتى حتى لا أقول لحرب شعواء"، على حد قوله، معتبرا أنه رغم "شراسة المعركة وحِدّة المواجهة تمكن الحزب من تكوين فريق نيابي، ضدا على كل المعاكسات والمناورات الرامية إلى حرماننا من هذا الحق، خاصة خلال السنتين الأوليين". "كل المحاولات التي استهدفتنا باءت بالفشل الذريع، حيث لا نزال نحافظ على الفريق دون أن نحيد عن مبادئنا وتوجهاتنا"، يقول بنعبد الله الذي وصف "قرار مشاركة حزبه في حكومة ما بعد انتخابات 25 نونبر 2011، قرارا صعبا وجريئا، انبنى على منطلقات موضوعية من بينها الحرص على مواصلة أوراش ومنجزات الحكومات السابقة التي كنا فيها جميعا". وأكد بنبعد الله أن مشاركة حزبه في الحكومة التي يرأسها عبد الإله بنكيران، بصيغتيها السابقة والحالية، تمنح التجربة المغربية، نوعا من التفرد مجددا التأكيد أنها مشاركة لا تتعلق بتحالف إيديولوجي وإنما بائتلاف حكومي مبني على برنامج اصلاحات عميقة وشاقة تستلزمها الأوضاع، وتطالب بها أوسع الفئات الشعبية والأوساط المتنورة. وأضاف المتحدث في هذا السياق أن "ائتلاف يقوم على برنامج إصلاحي مشترك، وليس على محو الفوارق الإيديولوجية"، مؤكدا "موقف حزبه المبدئية المتمثلة في ضرورة العمل على تثبيت الارتباط بالصف الديموقراطي والتقدمي وقوى اليسار، لأن وحدة قوى اليسار من شأنها أن تقدم خدمة جليلة لمسار التطور الديمقراطي والتقدمي للمغرب". بنعبد الله أشار إلى أن المشاركة في الحكومة لا تعني قطع حبل الاتصال وصلة الود مع باقي مكونات اليسار والكتلة الديموقراطية، معلنا رفضه تقديم الفريق الحكومي الحالي على أنه "حكومة محافظة" يتعين على اليسار مقاومتها، انطلاقاً من مواقع إيديولوجية صرفة رغم مشاركة حزب التقدم والاشتراكية فيها. وسجل في هذا الاتجاه أن الحكومة قائمة، على برنامج إصلاحي متقدم اتفقت عليه مكونات الأغلبية، وليس على تموقع إيديولوجي يميني، داعيا المعسكر الديموقراطي الحداثي إلى مسؤولياته كاملة في نطاق تحصين الاستقرار المؤسساتي،مهما كانت الظروف ومحاولات إجهاض التجربة الحكومية الحالية. الأمين العام لحزب الكتاب، أعرب أيضا عن يقينه بأن المصلحة العليا للوطن والشعب تقتضي حشد كل الإمكانات من أجل إنجاح التجربة الحكومية، مؤكدا "أننا حزب لم يراهن أبدا على تردي الأوضاع وتأزمها وإنما يعول على تطوير المسلسل الإصلاحي في ظل ظرفية دولية وإقليمية شديدة التعقيد ومتعددة التحديات، وتتطلب من الفاعلين السياسيين قدرا هائلا من بعد النظر وروح المسؤولية، مرجحين مصلحة البلاد على أي اعتبار آخر".