من أراد الصلاة فليخرج من هنا هكذا كان رد مدير الكولف ...نعم أيها الإخوة لقد تفوه بها بكل برودة إنه ليس مدير كولف لاس فيكاس و لا مدير كولف تل أبيب أعز الله قدركم... إنه مدير كولف كابو نيكرو بتطوان والذي يقع تحت إشراف شركة أونا. ولكي يتمكن السادة القراء من فهم الموضوع لابد من سرد الواقعة من بدايتها. لقد دأب رجل من عائلتنا على استضافتنا كل صيف لكي نقضي ما تيسر من الوقت في منزله على شاطئ البحر بمنتجع كابو نيكرو بتطوان. و المنزل عبارة عن شقة في مركب كولف بيش كابو نيكرو و الذي يتكون زيادة على كولف من 18 حفرة من إقامة ملكية و عشرات الفيلات الفاخرة المطلة مباشرة على البحر و التي بلغ ثمن بيع الواحدة منها نصف مليار سنتيم سنة إنشاء المركب (1995) أما اليوم فثمنها لا يعلمه إلا الله عز و جل حيث ولا واحدة معروضة للبيع أما عدد الشقق فيعد بالمئات و يضم المركب علاوة على ذلك مسبحًا و مسرحًا ومحلات تجارية ومطعم و حانة تمكنك من احتساء كؤوس الشامبانيا على أسرة موضوعة على رمل الشاطئ و مجهزة بستائر تحجب عن الأعين من أراد أن يختلي ... المهم ...في كل سنة كنا نقيم الصلاة في المنزل و نتأسف على كون مركب من هذا الحجم لا يتوفر على الأقل على قاعة لصلاة جيش المستخدمين من حراس و بستانيين و غيرهم... وقد كنت في حديث مع أحد الساكنة في مرأب السيارات حين سألته عن سبب عدم مطالبتهم بقاعة للصلاة و بطريقة عفوية قلت له (إذا لم تجدوا مسجدا كان عليكم على الأقل اتخاذ مكان في المأرب و تخصيصه للصلاة) •فاستحسن الفكرة وقد عرضت الفكرة على قريبي صاحب الشقة فأجابني بأن الفكرة جيدة ليس لكي يقام بيت الله في المأرب ولكن لتنبيه مسؤولي الكولف إلى سهوهم مما سيدفع بهم للاستحياء وإقامة مسجد يليق بمقام بيت من بيوت الله عز و جل. وهكذا توكلنا على الله وأقمنا المسجد و رفعت صوتي بالآذان و أقمنا الصلاة و كنت أتولى الدعاء جهرا بعد كل صلاة كما علمنا أسلافنا رضي الله عنهم فأقول بعد الاستغفار (اللهم آمين يارب العالمين اللهم آمين يارب العالمين اللهم آمين و الحمد لله رب العالمين فاتحة للوالدين و المحبسين و كافة المسلمين اللهم اغفر لهم و رحمهم السلطان الله ينصره اللهم أعز به البلاد و العباد) ثم أختم بالصلاة الإبراهيمية. • وقد دئبنا على هذا ثلاث أيام و بدء السكان يؤمون المسجد إلى حلول يوم السبت 26 /6 /2010(و الصدفة أنه يوم عيد اليهود) و بينما مدير الكولف يتجول إذ ابصرت عينه المسجد فأرغد سيادته و أزبد و أمر بإزالة المسجد فورا و قد ابصرتهم طفلتي الصغيرة فهرولت إلى المنزل تصرخ (أبي أبي ..إنهم يزيلون المسجد ) وقد كان لصراخ ابنتي وقع سيئ في نفسي فهي مع صغر سنها كانت تعي جيدا خطورة ما وقع وتستنكره بطريقتها وهي الصراخ والاستنجاد بأبيها . •بعد نزولي إلي مرأب السيارات وجدت المسجد قد اختفى أثره والمدير راح لحال سبيله فسألت عنه و قيل لي إنه استقل سيارته وذهب فامتطيت سيارتي ولحقت به ثم سألته بأي صفة تجرأ واتخذ قرار إزالة مكان الصلاة فأجابني أنه يحكم المكان و يفعل ما يريد فأجبته أن المكان في ملك أصحاب المنازل وأن ممثلهم هو السانديك وليس من حقه التصرف كما لو كنا في ضيعته فأجابني أنه هو السانديك وأن من أراد أن يصلي فعليه الخروج من هنا فسألته هل نحن في المغرب أم في اليابان فأجابني أننا هنا في اليابان. •فضلت آن ذاك أن أوقف النقاش مع شخص يعتبر أن أرض المغرب التي روتها دماء شهداء الدين و الوطن سارت كبلد يؤله فيها الإمبراطور و يعبد. •عند ذلك ركبت سيارتي في حين كان المدير يدون رقمها و يتكلم في هاتفه النقال ففهمت أن الأمر يتعلق إما بتبليغ حراس الباب الرئيسي حتى أمنع من ولوج المركب و إما أنه يبلغ السلطات عن عنصر أصولي "خطير" يتواجد في الكولف. •على أي حال فقد قرر قريبي إعادة فتح المسجد و قد تم ذلك فعلا و ننتظر ردة فعل المدير. •خلاصة القول إن في المغرب مسؤولين ليس لديهم أي حس وطني ذلك أن الاستهجان بالإسلام المغربي المعتدل المالكي المذهب الأشعري العقيدة يظهرنا و كأننا غير قادرين على الدود عن ديننا ومبادئنا وقيمنا فيقول الشباب أن الدين الحق هو ما ينادي به المتشددون ولكن وقت الخنوع قد ولى نعم سنستحم في البحر ولن نكفر مرتكب الكبيرة بل ندعو له بالهداية و سنرفع صوتنا بالآذان أينما نزلنا بأرض وطننا الحبيب وسنصلي وسنرفع صوتنا بالدعاء لولي الأمر و نصلي على سيدنا محمد جهرا عقب كل صلاة لا نخاف في الله لومة لائم. • و للحديث بقية إن شاء الله.