ودع المنتخب الجزائري نهائيات كأس العالم "جنوب أفريقيا 2010"، بعد تلقى هزيمة قاسية أمام المنتخب الأمريكي، بهدف دون رد في الوقت بدل الضائع، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الثالثة، في الوقت الذي أحرز فيه منتخب إنجلترا فوزاً ثميناً على سلوفينيا بالنتيجة ذاتها. وفيما كان المنتخب السلوفيني الأقرب للتأهل لدور ال16، رغم خسارته أمام إنجلترا، نجح مهاجم المنتخب الأمريكي، لاندون دونوفان، في انتزاع بطاقة التأهل لبلاده، بعدما أحرز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، بل ووضع المنتخب الأمريكي في صدارة المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الإنجليزي. وكان المنتخب الأمريكي الأكثر خطورة طوال شوطي المباراة، إلا أن حارس "الخُضر"، رايس مبولحي، تمكن من إنقاذ مرماه من أكثر فرصة محققة للأمريكيين، إلى أن تمكن دونوفان من إحراز الهدف الوحيد من هجوم "طوفاني" سريع للمنتخب الأمريكي. وشهدت المباراة طرد قائد المنتخب الجزائري، عنتر يحيى، بعد تلقيه بطاقة صفراء ثانية في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، أي بعد دقيقة من إحراز الهدف، بسبب اعتراضه على الحكم البلجيكي فرانك دي بلكير، بطريقة اعتبرها الأخير "غير مقبولة." وبذلك يغادر المنتخب الجزائري، ممثل العرب الوحيد في أول بطولة كأس عالم تستضيفها القارة الأفريقية، وفي جعبته نقطة وحيدة، نتيجة تعادله مع إنجلترا سلبياً في الجولة الثانية، حيث خسر مباراته الأولى أمام سلوفينيا بهدف دون رد، ثم من أمريكا بذات النتيجة، ولم يتمكن لاعبوه من تسجيل أي أهداف. ويمكن اعتبار العقم الهجومي للمنتخب الجزائري الذي لم يسجل أيّ هدف في ثلاث مباريات خلال البطولة، السبب الأساسي في عدم بلوغه الدور الثاني، ولم تسجل الجزائر أي هدف في كأس العالم منذ أن هزّ جمال زيدان مرمى أيرلندا الشمالية عام 1986، أي منذ 481 دقيقة، أي أكثر من خمس مباريات متتالية. وللمرة الأولى يخرج العرب من منافسات المونديال دون تسجيل هدف واحد على الأقل، فجميع مشاركات الفرق العربية شهدت إحرازهم للأهداف، أقلها هدف واحد في بطولة (كوريا واليابان 2002) سجلته تونس في مرمى بلجيكا، في الوقت الذي عجز فيه لاعبو السعودية إحراز أي هدف في نفس النسخة. وفي المباراة الأخرى ضمن نفس المجموعة، تمكن منتخب إنجلترا من حسم الأمور مبكراً، بهدف للاعبه جيرمين ديفو، في الدقيقة 23 من الشوط الأول، ليحقق الإنجليز فوزهم الأول في مونديال "جنوب أفريقيا 2010"، ويحصلوا على نقاط المباراة الثلاث. بهذه النتيجة رفع المنتخب الإنجليزي رصيده إلى خمس نقاط، حيث تعادل في أولى مبارياته أمام المنتخب الأمريكي بهدف لمثله، ثم أمام الجزائر سلبياً، ليضمن التأهل للدور الثاني بانتظار نتيجة المباراة الأخرى بين أمريكا وإنجلترا، حيث كان التعادل يصب في مصلحة منتخب سلوفينيا. ولكن فوز المنتخب الأمريكي على الجزائر في الوقت بدل الضائع، أطاح بحلم السلوفان، بعدما توقف رصيدهم عند أربع نقاط، حيث رفع الأمريكيون رصيدهم إلى خمس نقاط، لينتزعوا صدارة المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الإنجليزي. روبورتاج مصور للجمهور الجزائري من قلب ملعب "لوفتوس فيرسفيلد" الذي احتضن لقاء الجزائر - أمريكا