تلقى المنتخب الجزائري هزيمة قاسية بهدف دون رد، في أولى مبارياته ضمن المجموعة الثالثة بنهائيات كأس العالم "جنوب أفريقيا 2010" ، على عكس اتجاه سير اللقاء، الذي كان يصب في معظمه لمصلحة "محاربي الصحراء." شهدت المباراة بداية قوية من جانب "الخُضر" حيث شكلت هجماتهم خطورة واضحة على مرمى الحارس السلوفيني سمير هاندانوفيتش، الذي تمكن من إبعاد هدف شبه محقق، من تسديدة قوية لنذير بلحاج، في الدقيقة الثانية على انطلاق المباراة. ونال ألكسندر رادوسافليتش أول بطاقة صفراء، أشهرها بوجهه الحكم الغواتيمالي كارلوس باتريس، في الدقيقة 35 من الشوط الأول. كما أهدر رفيق حليش فرصة أخرى في الدقيقة 36، عندما استقبل ركنية نفذها كريم زياني، حيث سدد الكرة قوية برأسه، مرت بجوار القائم، وسط محاولات خجولة من مهاجمي سلوفينيا لتهديد مرمى فوزي شاوشي. وشهدت الدقيقة 42 أخطر فرصة للمنتخب السلوفيني، عندما سدد فالتر بيرسا كرة قوية، أبعدها شاوشي بصعوبة بالغة إلى ركنية. ومع بداية الشوط الثاني، أجرى المدير الفني لمنتخب سلوفينيا، ماتياس كيك، التغيير الأول عن طريق الدفع باللاعب زلاتان ليوبيانكيتش، بدلاً من زلاتكو ديديتش، في الدقيقة 53، ورد المدير الفني للجزائر، رابح سعدان، بالدفع بالمهاجم عبد القادر غزال، بدلاً من رفيق جبور. وبعد دقيقة واحدة، نال غزال بطاقة صفراء لتعمده الخشونة، ثم نال البطاقة الثانية في الدقيقة 59، لتعمده إمساك الكرة بيده، ليكمل "الخُضر" المباراة بعشرة لاعبين، ويبدأ الانقلاب في أحداث المباراة. وجاء الهدف الوحيد لمنتخب سلوفينيا من تسديدة ضعيفة للاعب روبرت كورين، إلا أن الكرة خدعت الحارس شاوشي، وسكنت شباك المرمى الجزائري، وسط دهشة اللاعبين والجماهير، وفي مقدمتهم نجم المنتخب الفرنسي السابق، زين الدين زيدان، الجزائري الأصل. وسعى سعدان إلى استعادة السيطرة على المباراة وإدراك التعادل، جيث دفع بكل من رفيق صيفي وعدلان قديورة، بدلاً من كريم مطمور وفؤاد قادير، في الدقيقتين 81 و82، إلا أن مدافعي المنتخب السلوفيني نجحوا في تأمين مرماهم، لتنتهي المباراة بهذه النتيجة. بهذا الفوز تحتل سلوفينيا صدارة المجموعة الثالثة، بعد نهاية الجولة الأولى، برصيد ثلاث نقاط، بعدما تعادل منتخبا إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية، بهدف لمثله، في المباراة التي جمعتهما مساء السبت. يُذكر أن المباراة هي الأولى ل"الخُضر" في نهائيات كأس العالم، بعد غياب دام 24 عاماً، منذ مشاركته في مونديال "المكسيك 1986"، حيث تعادل مع أيرلندا الشمالية بهدف لمثله، قبل أن يخسر أمام البرازيل بهدف دون رد، ثم أمام إسبانيا بثلاثية نظيفة، ليغادر البطولة مبكراً. وفي مونديال "إسبانيا 1982"، حقق المنتخب الجزائري إنجازاً تاريخياً، بالفوز على ألمانيا بهدفين لواحد، قبل أن يخسر أمام النمسا بهدفين دون مقابل، ثم فاز على تشيلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، إلا أنه حل ثالثاً في مجموعته، بفارق الأهداف عن كل من ألمانيا والنمسا. وتأهل منتخب الجزائر إلى نهائيات جنوب أفريقيا بعدما تخطى نظيره المصري، في مباراة فاصلة على صدارة مجموعتهما، بعدما تعادل المنتخبان في عدد النقاط وفارق الأهداف، في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم. وخاض "محاربو الصحراء" ثلاث مباريات ودية استعداداً للمونديال، حيث خسروا أمام صربيا بثلاثة أهداف نظيفة، ثم أمام أيرلندا بالنتيجة نفسها، قبل أن يحققوا فوزاً معنوياً على منتخب الإمارات بهدف دون رد. أما منتخب سلوفينيا فهذه هي المشاركة الثانية له في نهائيات كأس العالم، حيث خاض مونديال "كوريا واليابان 2002"، ولكنه خرج مبكراً بعد تلقيه ثلاث هزائم متتالية، أمام إسبانيا بثلاثة أهداف لواحد، ثم بهدف دون رد أمام جنوب أفريقيا، قبل أن يخسر أمام باراغواي بنفس نتيجة مباراته الأولى. وتأهل المنتخب السلوفيني إلى مونديال "جنوب أفريقيا 2010"، بعد تخطيه المنتخب الروسي، في مباراة "الملحق"، وخاض لاعبوه مباراة تجريبية واحدة أمام منتخب نيوزيلندا، انتهت بفوز سلوفينيا بثلاثة أهداف مقابل هدف.