أثار حضور الأمير هشام إلى بيت الوزير الأسبق عبد الرحمان الكوهن، بالرباط، موجة من التساؤلات، خاصة وأن الموعد كان لغرض التحضير لتأسيس جمعية تحتفي بعبد الكريم الخطيب أطلق عليها اسم "حركة أصدقاء الخطيب". الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة محمد خليدي، الذي كان من أبرز الداعين للقاء التأسيسي، الذي حضره نائبه حمزة الكتاني، وشقيقه المعتقل السابق حسن الكتاني، إلى جانب أعضاء من حزب النهضة والفضيلة، نفى في تصريح ل"هسبريس" أن يكون الأمير هشام قد حضر مشاركا في اللقاء أو مساهما في تأسيس الحركة. وقال خليدي إن الأمير زار بيت الكوهن بشكل عَرَضي، على اعتبار العلاقة التي كانت ناشئة بين الكوهن ووالد هشام الأمير مولاي عبد الله .. ولقد تفاجأنا بدورنا لحضوره"، يقول الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، الذي أضاف أن "الأمير دخل وسّلْم عْلينا، لكنه لم يتدخل ... قالينا بالحرف أنا غير حاضر معاكوم وماليش حتا سوق فهاد العملية، مبرّرا حضوره بزيارة عرضية يقوم بها مرة مرة لبيت الكوهن"، يورد المتحدث. مصادر من داخل اللقاء قالت ل"هسبريس" إن حضور الأمير هشام أثار حفيظة حسن الكتاني الذي لم يكمل اللقاء، كما أن شقيقه حمزة اضطر إلى حذف صورة له مع الأمير هشام على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك" بعد سيل من الانتقادات، فيما تساءل البعض عن "نوع العلاقة التي تجمع حمزة الكتاني بالأمير هشام". من جهة أخرى، أوضح خليدي أن الغرض الأساسي من تأسيس الحركة المذكورة يأتي في سياق الرد على "الهجمات" و"الاتهامات" التي وجهت لشخص الخطيب، "الرجل مجاهد ورمز المقاومة والتحرير ضد الاستعمار الفرنسي"، يقول خليدي الذي أضاف أن تلك الاتهامات شملت "إثارة علاقة الخطيب بمقتل المعارض اليساري عمر بنجلون داخل قبة البرلمان". وأشار الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، إلى أنه كان ملازما للخطيب في تلك الفترة مضيفا أن" الراحل دعا إلى تمكين المتهمين في مقتل بنجلون من الدفاع في وقت كانت فيه نقابات المحامين أغلبها ذات توجه يساري". ويضيف رفيق الخطيب قبل وفاته عام 2008، أن الاتهامات الأخرى التي وجهت للراحل تتمثل في "نيته إحداث جمهورية بمنطقة الريف رفقة أحرضان وتردده على القاهرة من أجل شراء السلاح لذلك الغرض"، نافيا بالقطع هذا "الاتهام" بالتوضيح أن الخطيب "كان رمزا للوحدة والمقاومة في العالم العربي والإسلامي وحتى الغربي.. لقد كان يتدخل لحل نازعات طارئة في بعض البلدان وكان يدافع عن القضايا العادلة بما فيها القضايا الإسلامية.. فكيف أن يقسم بلده". وإلى جانب صاحب كتاب "مذكرات أمير منبوذ"، والخالدي والكتاني، عرف اللقاء، الذي عقد قبل أيام ببيت عبد الرحمان الكوهن بالرباط، حضور مؤسس حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية محمود عرشان، وبعض الفاعلين السياسيين والحقوقيين، فيما سيتم الإعلان عن تأسيس الحركة في الأسابيع القادمة، بعد توسيع لائحة المشاركين من سفراء ورجال سلطة سابقين، ورموز سابقة في المقاومة وعدد من السياسيين والحقوقيين.