أشادت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي،بروح المواطنة التي يتمتع بها المغاربة المقيمون في الخارج،بما في ذلك إسهاماتهم "القيمة جدا" في المغرب في جميع المجالات. وأكدت الوزيرة، أول أمس الأحد أمام ثلة من زوار معرض العقار المغربي "سماب إيمو" المنظم ما بين 21 و24 ماي الجاري في باريس،أن "المغاربة المقيمين في الخارج يغتنمون دائما الفرص،خاصة المبادرات التي تتعلق بمحاربة الهشاشة والفقر في بلدهم الأصلي". وأشارت إلى أن الوزارة تستقبل "العديد من عروض المشاريع الاجتماعية" الصادرة عن جمعيات للمهاجرين المغاربة الراغبين في المساهمة في الورش الحالي للتنمية بالمغرب. كما ركزت على مهارات وكفاءات الأشخاص المنحدرين من هذه الفئة في مجالات العلوم والفنون والموضا وغيرها. وأبرزت الصقلي،التي استعرضت الإصلاحات الكبرى التي شرع فيها المغرب في عهد الملك محمد السادس في المجال الاجتماعي،روح وأبعاد هذه السياسة التي تروم في المقام الأول إعادة تأهيل الأسرة المغربية وتعميم مشروع مجتمعي حداثي وديمقراطي. وأكدت الوزيرة،بخصوص إصلاحي مدونة الأسرة وقانون الجنسية وكذا مختلف المبادرات الرامية لمحاربة العنف ضد النساء وتكريس المساواة بين الجنسين،أنها ليست موجهة ضد الرجال. وأضافت أنه على العكس من ذلك فإن "المساواة ضرورية لبناء عالم أكثر عدلا وتضامنا" وأنها "قيمة متجذرة لدى الشعب المغربي بل مصدرا للتوازن ومكونا للسعادة". واستعرضت الصقلي أيضا مختلف مراحل تطور وضعية المرأة في المغرب منذ سنة 1993 التي تميزت بالانتقال من مرحلة الخطاب إلى الفعل،مرورا بسنة 1997 التي عرفت دخول أربع نساء للحكومة. واعتبرت الوزيرة أن العشرية الأخيرة هي التي شهدت حدوث أهم التطورات،فعلي مقدمتها مدونة الأسرة في أكتوبر 2003. وأضافت أن هذه العشرية عرفت أيضا تزايدا هاما في عدد النساء المنتخبات في الهيئات التمثيلية وكذا النساء المعينات في الحكومة،مبرزة في هذا الصدد أن "مشاركة النساء في التدبير المحلي تعد رافعة حقيقية من أجل التنمية" لأن "النساء في حاجة للسياسة التي تحتاج بدورها للنساء". وفتح النقاش الذي تلا عرض الوزيرة المجال الباب أمام حوار صريح وشيق بين السيدة الصقلي والحضور الذي أبان عن تعطش قوي للمزيد من الاطلاع على أوراش الإصلاحات التي شرع فيها بالمغرب،وكذا عن مجموعة من القضايا التي تتعلق بتطبيق مدونة الأسرة وكيفية الحصول على الجنسية المغربية بالنسبة للأشخاص الذين ولدوا من زواج مختلط وتدابير نقل مساعدات وأجهزة لأغراض إنسانية واجتماعية في اتجاه المغرب. في ما يخص مدونة الأسرة،أكدت الصقلي أن العديد من الناس لا يهتمون بهذا القانون إلا إذا كانوا في مواجهة مشكل ما،موضحة أن رسائل التحسيس تركز أكثر على القيم التي جاءت بها المدونة،مما يفرض على كل شخص ضرورة الإطلاع على مختلف مقتضيات هذا القانون قبل تأسيس أسرة. ولم تفت الوزيرة،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا العرض،الإشادة بالنجاح الاستثنائي ل"سماب إيمو" كحدث يساهم في الترويج لإشعاع مغرب يتحرك ويعرف بموارده الاقتصادية والأدبية والفنية والمطبخية في الخارج. كما أبرزت أن المعرض يعود له الفضل في "تعزيز جاذبية وجهة المغرب سواء لدى مغاربة العالم أو الأجانب".