فِي أوَّلِ التئامٍ لمجلس "التجمع الوطني للأحرار" الوطنِي بعد دخول النسخَة الثانيَة من حكومة بنكيران، بدَا رئيسُ حزب الحمامَة، صلاح الدين مزوار، مرتاحًا لحصيلة التجربة، وما أنجزهُ وزراءُ الحزب في القطب الاقتصادِي الذِي استلمُوا حقائبه، مشددًا على إدانَة الهجماتِ الإرهابيَّة التي ضربتْ المغرب قبل 11 عامًا، وحلت ذكراها بالأمس، قائلًا إنَّ الملكَ محمدًا السادس، بصفته أميرًا للمؤمنين هُوَ المؤتمن الوحِيد على حياة المغاربة الروحيَّة، في إشارةٍ إلى قطع الطريق على أيِّ توظيفٍ للدين. مزوَار الذِي تحدثَ وسطَ "تجمعيِّين" قدمُوا من عدَّة مناطق مغربيَّة، في نادٍ بطنجة، زوال اليوم، عادَ إلى السياق الذِي استتبعَ مشاركة حزبه في النسخة الثانيَة للحكومة، بعدمَا كانَ قدْ اصطفَّ في المعارضة. قائلًا إنَّ الدخُول في التحالف الحالِي كانَ قرارًا تاريخيًّا أملتهُ أزمةٌ كادت تشلُّ الحكومة والبرلمان، نتيجة تعطل الأغلبيَّة بعد انسحاب حزب الاستقلال، "لقدْ كانت الأوضاع الاقتصاديَّة تتجهُ نحو الحائط، والانعكاساتُ الاجتماعيَّة كانت تنذرُ بانفلات قد يمسُّ الاستقرار، فيمَا كانَ خصومُ المغرب يعملُون بحقدٍ، وشركاؤنا كلها ترقب، والشك بدأ يساورهم في استقرارنا"، يقول مزوار. رئيس الRNI قالَ إنَّ حزبهُ وإنْ كانَ قدْ اصطفَّ وقتئذٍ في المعارضة، فيمَا لمْ يكن إجراء انتخاباتٍ مبكرة ليغيِّرَ شيئًا، بدَا بمثابة مفتاحٍ للأزمة وورقةً حاسمةً في حلِّ المعضلة، بتعبيره، "كنَّا قدْ تقدمنا في بناء موقعنا داخل المعارضة، وانسجمنَا مع دورنَا الجديد، لكننَا اخترنَا أنْ نلبِّيَ نداء الوطن، وتقبلنا الثمن المترتب عن خطوتنا تلك". يستطردُ مزوار. مزوار الذِي توسطَ كلًّا منْ رشيد الطالبِي العالمِي ومصطفى المنصوري، في رسالةٍ تفيدُ أنَّ الحزبَ لا يزالُ متماسكًا وموحدًا خلف القيادة، أثنَى على المنصورِي، وعلى ما اعتبرهَا إيثارًا منهُ لمصلحة الحزب والبلاد، على مصالحه الشخصيَّة، خاطب مسئولِي حزبه بالقول إنَّ ما سطرُوه من أولويَّات حظيَ بالاهتمام، فجرى تشكيل لجنة مع باقي مكونات الأغلبيَّة تدارست المقترحات مع باقي الأطراف، وتتجهُ عمَّا قريب نحو الإفصاح عنْ الصيغة النهائيَّة لأولويَّات العمل الحكومِي عمَّا قريب. إعادةُ هيكلة الحكومة تمتْ كما يقول مزوار بكثيرٍ من البرغماتيَّة، مستدلًا بخلق قطبٍ اقتصادي ومالي تنتمِي كافة مكوناته إلى اللون السياسي نفسه، آل إلى وزراء التجمع الوطني للأحرار، وهُو ما أفضى، حسب تقديره، بعد مضيِّ 8 أشهر إلى تحقق مؤشراتٍ إيجابيَّة، مثلَ تغيير مؤسسة "ستاندرد آند بورز" تصنيفها الائتماني للمغرب من "سلبي" إلى "مستقر"، "إنهُ اعترافٌ دولي من جهةٍ يأخذُ المستثمرُون برأيها، وهو صكُّ نجاحٍ بالنسبة إلينا في الجانب الأكثر حساسيَّة واستعجاليَّة ممثلًا في الجانب الاقتصادِي والمالِي". المتحدثُ ذاته، زادَ أنَّ ما يعتملُ في المحيطُ الإقليميِّ، في الوقت الراهن، يملِي التوجهَ نحوَ ترسيخ الاستقرار الذِي يميزُ المغرب، فضْلًا عن التوجه نحو استكمال الهيكلة المؤسساتية، كمَا حددَ ملامحهَا دستور الفاتح من يوليُوز، قائلًا إنَّ حزبهُ صارَ اليومَ قوَّة استقرارٍ مؤسساتِي في المغرب.