صرح مصطفى المنصوري ل«أخبار اليوم» بأنه كان يتوقع أن يرشح صلاح الدين مزوار رشيد الطالبي العلمي لرئاسة مجلس النواب، وأضاف أن الإعلان عن ترشحه كان فقط ل«إرباكهم». في أول رد فعل له على قرار الأغلبية القاضي بتزكية رشيد الطالبي العلمي مرشحا لرئاسة مجلس النواب خلفا للاستقلالي كريم غلاب، قال مصطفى المنصوري، الرئيس السابق لمجلس النواب، في تصريح خص به « اليوم24»، «كنت أتوقع رد فعل مماثل من رئيس التجمع صلاح الدين مزوار، حيث يتعلق الأمر بمخطط معد سلفا، وهدفي من إعلان نيتي بالترشح لرئاسة مجلس النواب، كان من أجل إرباكهم فقط». ووجه المنصوري سهام النقد إلى رئيس التجمع الوطني للأحرار، وغريمه السياسي صلاح الدين مزوار، مستغلا عدم جمع الأخير لهياكل الحزب من أجل مناقشة موضوع رئاسة مجلس النواب، ومناقشة أسماء المرشحين لهذا المنصب الحساس في هرم الدولة المغربية. وقال في هذا الصدد «مزوار عمل على تهريب رئاسة مجلس النواب من الهياكل، حيث اتخذ القرار على مستوى القيادة دون اللجوء إلى قواعد الحزب»، مضيفا «لم تجتمع هياكل الحزب منذ أزيد من ستة أشهر، ومزوار كان يعرف بأنه إذا جمع هياكل الحزب ستتفجر الأمور، لذلك أجلها إلى ما بعد انتخابات رئيس مجلس النواب». هذا، وقال مصطفى المنصوري، ما أتأسف له ليس هو مخطط مزوار، بل قرار الأغلبية التي بدا واضحا من خلال دعم مرشح الأحرار لرئاسة مجلس النواب، معتبرا ذلك «تشجيعا على قتل الديمقراطية الداخلية داخل الأحزاب»، مضيفا أن «زعماء الأغلبية على علم بأن مزوار لم يجمع هياكل حزبه ليناقش معها موضوع الترشيح لرئاسة مجلس النواب، وعلى الرغم من ذلك، زكت وبشكل علني مرشح القيادة ضدا على الديمقراطية الداخلية». وأردف قائلا «هذا ما أستغرب له حقا، أما قرار مزوار فكنت أتوقعه». وقبيل سفر صلاح الدين مزوار إلى إفريقيا، تلقى اتصالا من مصطفى المنصوري يخبره من خلاله بنيته الترشح لرئاسة مجلس النواب. وفي هذا السياق، قال المنصوري «لقد أخبرته بالموضوع، لكننا لم نناقش الأمر بعمق بالنظر إلى استعجال مزوار الذي كان سيسافر إلى إفريقيا». وأضاف «وقد أخبرني مزوار بأنه قدم اسم رشيد الطالبي العلمي كمرشح باسم الحزب لرئاسة مجلس النواب، وبدوري أجبته بأن الأمر غير مقبول لأن الأمر يتعلق بمنصب حساس، وبالتالي، يجب مناقشة كل أموره داخل المكتب السياسي والمجلس الوطني والفريق النيابي، وهو ما لم يحصل، حيث لم يتم عرضه على الهياكل من أجل المناقشة، فكان رده بأن الأمر حُسم خلال المفاوضات التي جرت قبيل تشكيل النسخة الثانية للحكومة، حيث تم النقاش على أساس «باكيدج» متكامل، وبالتالي، كان ضروريا طرح اسم مرشح الحزب لرئاسة مجلس النواب، وقد تم تقديم اسم رشيد الطالبي العلمي». وأردف قائلا «أنا لم أحضر معهم لهذه النقاشات لأتأكد من صحتها، لكن هذا ما أخبرني به مزوار خلال اتصالي الأخير به». وزاد «مزوار لم يقدم فقط، اسم المرشح دون اللجوء إلى الهياكل، بل لم يبلغها أيضا بالأمر، حيث يستقي الأحرار المعلومات المتعلقة بالموضوع من الجرائد». وردا عن سؤال حول ما إذا كان اتصل برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من أجل إعلان نيته الترشح لرئاسة مجلس النواب، قال مصطفى المنصوري، «لم اتصل مطلقا برئيس الحكومة، سواء قبل بلاغ الأغلبية أو بعده، والشخص الوحيد الذي طرحت عليه الموضوع هو رئيس الحزب صلاح الدين مزوار».