قدم زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، دنيز بايكال استقالته من منصبه أمس، على خلفية فضيحة جنسية، متهماً حزب العدالة والتنمية الحاكم بنشر شريط فيديو يظهره وهو يقيم علاقة مع إحدى النائبات في البرلمان. وذكرت صحيفة توداي زمان التركية أن القلق يعمّ حزب الشعب الجمهوري التركي، وهو حزب المعارضة العلمانية الرئيسي في تركيا، منذ الأسبوع الماضي عند نشر شريط الفيديو الصامت على المواقع الإخبارية، الذي يظهر بايكال (71 عاماً) وهو يقيم علاقة مع النائبة عن العاصمة أنقرة في حزب الشعب، نسرين بايتوك. واتخذ بايكال قراره بالاستقالة على رغم اتهامه حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ب "فبركة" الشريط، خصوصاً انه نشر عبر موقع لصحيفة إسلامية. ورد رئيس الوزراء منتقداً "الملاحظات القبيحة" للزعيم المعارض. وفاجأ قرار بايكال أركان حزبه، الأكثر عراقة في تركيا والذي أسسه مصطفى كمال اتاتورك، وذلك بعدما أكدوا دعمهم له إثر الفضيحة "المفبركة". كما فاجأت الاستقالة الوسط السياسي التركي حيث كان لها وقع الزلزال وبادر عديد من القنوات الإخبارية إلى قطع بثها لتذيع نبأ استقالته. لكن المؤكد أن خطوة بايكالقوبلت بارتياح في صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم، ذلك أن الزعيم العلماني المخضرم، كان أخذ على عاتقه التصدي لسياسات الحزب الإسلامي الجذور والدفاع عن الجيش والقضاء باعتبارهما أهم معقلين ل"الاتاتوركية"، في حين اتهمه كثيرون بأنه "الواجهة السياسية للجيش" عندما تعهد الدفاع عن العسكريين الذين أوقفوا بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري. وكانت الصورة التي التقطتها كاميرا خفية، والتي أظهرت ما بدا أنه الزعيم المخضرم لحزب الشعب الجمهوري العلماني، قد نُشرت أولاً على موقع صحيفة وقت الإسلامية على الإنترنت. وقال بايكال، وهو معارض علماني بارز يتولى زعامة حزب الشعب الجمهوري منذ عام 1992، إن تسجيل الفيديو الذي أظهره على علاقة بامرأة متزوجة في حزبه، كانت سكرتيرته في السابق، ليس إلا "مؤامرة ضده،" ملقيا باللائمة على الحكومة. وأبلغ بايكال الصحفيين إن التسجيل الذي تم تصويره سرا، لم يكن لينجز لولا موافقة حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، وأضاف "من المستحيل أن تنظم مؤامرة مثل هذه في وقت قصير دون علم الحزب الحاكم." ويظهر في تسجيل الفيديو الذي بثته مواقع على الإنترنت، رجل يشبه بايكال يرتدي ملابس داخلية، في غرفة نوم مع امرأة تبدو نصف عارية، تزعم وسائل إعلام تركية إنها نائبة سابقة. وفي أجزاء أخرى من الشريط، يظهر الرجل ذاته وهو يرتدي ملابسه ويهم بالمغادرة، وكذا تفعل المرأة، في حين أن الكاميرا تبدو مخبأة في إحدى خزائن الغرفة. ورداً على الاتهامات التي ساقها بايكال للحكومة، اصدر اردوغان بياناً انتقد فيه "الملاحظات القبيحة وغير المسؤولة" التي أدلى بها الزعيم المعارض، لافتاً إلى أنها أرغمته على "التدخل في شأن شخصي لم نكن ننوي التدخل فيه". ودعا أردوغان المعارضة إلى "الامتناع عن لومنا على مسائل هي من مسؤوليتها"، كما حض بايكال على "الامتناع عن رمي أخطائه على آخرين". وتأتي استقالة زعيم المعارضة العلمانية في وقت تستعد فيه الحكومة التركية لإجراء استفتاء عام على حزمة من الإصلاحات الدستورية، كان حزب الشعب الجمهوري يعارضها.