لن أتحدث عن تفاصيل وتقنيات المذاكرة لأن ذلك يتعلق بالقدرات الشخصية والإمكانيات المتوفرة وكذا طبيعة المواد، ما سأحاول أن أشير إليه هو ما يتعلق بنفسية الممتحَن لأن العامل النفسي يعتبر من أهم رهانات النجاح في الإمتحان. وما أشارككم إياه اليوم هي أفكارا وتوجيهات ونصائح، انطلاقا من التجربة الشخصية أو من خلال البحث والإطلاع، فأتمنى أن تجدوا فيها ما يعينكم ويكون سببا في النجاح والتفوق بإذن الله. .قبل الإمتحان: 1. علاقة الإنسان بخالقه يجب أن تكون دائما على أحسن ما يكون وبالأخص في وقت الرخاء كما جاء في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما حيث قال: "تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة». 2. احرص على التوكل على الله في ما تقوم به، وادع الله أن يفتح بصيرتك ويوفقك إلى ما تصبوا إليه. 3. أخلص نية طلب العلم فتنال بذلك الأجر العظيم لطالب العلم. 4. حافظ على علاقة طيبة مع والديك، فرضى الله في رضاهما وسخطه في سخطهما كما أن دعاؤهما سلاح قوي.. ليلة الإمتحان: 1. احرص على تحضير وترتيب كل الأدوات والوثائق اللازمة. 2. تحدث مع من تجد منه الأنس والدعم المعنوي. 3. أقنع نفسك بأنك قد ذاكرت وأنك على أتم الإستعداد. 4. إن تذكرت، أو تم تذكيرك بأنك نسيت فقرة أو مفهوما أو جزء معينا من المادة، فحاول أن تذاكره بهدوء دون أن تصاب بالذعر، مع الحرص على النوم المبكر. 5. نم باكرا لتستيقظ باكرا وترتاح نفسيا يوم الإمتحان، وهو أمر ضروري في حالة إمتحانات الباكالوريا مثلا أو الإمتحانات الجهوية إذ تكون مطالبا بإجراء امتحانين أو أكثر في اليوم الواحد، وصدقوني فإنه حين لا تنال قسطا كافيا من النوم فإن المادة الأخيرة بالتأكيد ستجدك مستنزف الطاقة وبالتالي غير قادر على التركيز. يوم الإمتحان: 1. الإستيقاظ الباكر يمنحك الوقت الكافي لتستعد نفسيا ولوجستيكيا للإمتحان. 2. لا تتعب نفسك بالتمارين الرياضية. 3. في حالة عدم القدرة على النوم ليلة الإمتحان أو الإحساس بالنعاس، فلك الحرية في تناول منبهات أو ما يساعدك على البقاء صاحيا من فيتامينات، دون اللجوء إلى المنشطات، لما لها من الآثار السلبية على الصحة. 4. فطور جيد يساعدك يمنحك الطاقة الكافية ليوم الإمتحان، وليس من الضروري أن تتناول شيئا خارج المألوف بل على العكس يجب أن تحرص على وجبة الفطور المعتادة حتى تتجنب أي مشاكل غير متوقعة في الجهاز الهضمي. 5. الحرص على الخروج إلى الإمتحان بكل ثقة في نفسك. 6. الذهاب باكرا لمكان الإمتحان يساعدك على التكيف نفسيا مع الجو، كما أن الوصول متأخرا قد يؤثر على أدائك في الإمتحان. 7. تجنب نوعين من الناس: المتباهي الذي قد يشعرك بأنك لم تذاكر ما يكفي، والمتوجس المذعور الذي قد يعديك. 8. خذ معك سكريات وماء في حالة الإمتحانات الطويلة، حتى تحافظ على طاقتك. داخل قاعة الإمتحان: 1. اجلس في اعتدال ولا تنظر إلى أحد. 2. نظم الطاولة قبل البدء. 3. قبل أن تبدأ قراءة الأسئلة تمهل لدقيقة على الأكثر، تنفس فيها بعمق وإن كنت لا تزال فيحالةذعراقرأآيات الكرسي وسم الله تعالى واتل الدعاء التالي: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وإنك تجعل الحزن إذا شئت سهلا». 4. الإمتحان ليس سباقا، ومن يخرج أولا فذلك لأحد أمرين، إما أنه قد استسلم أو أنه عبقري إلى درجة خارقة، وهو أمر لا يجعله محل منافسة. 5. لا تحاول أن تغش في أي حال من الأحوال، لأن ذلك ليس من أخلاق المسلم والغش منهي عنه بأمر صريح من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك لأن الدراسة تمنحك وظيفة، وإن كانت شهادتك من الغش فإن وظيفتك ستكون قائمة على حرام، ولست في محل يسمح لي بالإفتاء.. بعد الإمتحان: 1. في حالة بقيت ورقة الأسئلة معك، لا تحاول في أي حال من الأحوال وبأي وسيلة من الوسائل أن تقرأها، بل أنصحك برميها في أقرب صندوق قمامة، وهذا ما أفعله دائما. 2. لا تتحسر على ما فات وما ضاع، صدقني حتى وإن كان الخطأ بديهيا، فلا تعاتب نفسك فذلك من الماضي.. 3. لا تراجع الأسئلة مع زملائك أبدا، ولتنس أمر الإمتحان في قبل الخروج من القاعة. 4. لازال الوقت متاحا لك أن تدعو الله. 5. لا تتعب نفسك في انتظار النتائج وانهمك في بدء مشاريع العطلة ونل قسطا وافرا من الراحة. ولا أقول بأن الإمتحان سيكون سهلا، لكن النتيجة تستحق العناء، وما لا يستحق أن تتعب لأجله لا يستحق أن تفرح به. ولمن لم يوفق في الإمتحانات أقول أنه ليس هناك ما يسمى بالفشل بل هي تجارب نستفيد منها، في النهاية فالتجربة هي ما تحصل عليه حين لا تحقق ما تريد. الرتبة هي بالفعل أمر مهم، فلا أحد يتذكر من مشى على سطح القمر للمرة الثانية أو العداء الحاصل على ثاني رقم قياسي، لكن معظمنا يعرف الأوائل.. لكن سيقول قائل ليس بالإمكان أن نحصل جميعا على الرتبة الأولى فأجيب بأنه أن تقدم أحسن ما عندك خير من أن تكون الأحسن، لأنك إن قدمت أحسن ماعندك يكون الجزاء من جنس العمل، وتكون مرتاحا نفسيا. الخيبة والتحسر على النتيجة لا قدر الله هي فرصة نتذكر بها إمتحان الآخرة ونعمل للإمتحان الأعظم، حتى نتجنب أن نتحسر ونندم حيث لا ينفع الندم. وفي النهاية أدعو الله العلي القدير أن يوفق الجميع في امتحانات الدنيا والآخرة، ويجعلنا من الفائزين الناجحين دنيا وآخرة.. *طالب مغربي بماليزيا www.khalidmarbou.com