يروج في أوساط المهتمين والإعلاميين بالعاصمة الفرنسية ان إدارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غير مرتاحة لآداء قناة فرنسا 24 التي إستهلكت مبالغ طائلة من ميزانية الدولة الفرنسية دونما رقيها إلى مستوى السباق الإعلامي بين الفضائيات سواء الحكومية منها أو الخاصة. "" واكدت نفس المصادر أن المشروع الذي يطبخ في دهاليز وزارة الخارجية الفرنسية يقضي بدمج جميع مؤسسات الإعلام الخارجي في إيطار موحد سوف يضم كل من قناة فرنسا24 و تيفي5 وراديو فرنسا الدولي.. البعض يعتقد أن هذا القرار ربما يحمل بعض التجني على فرنسا24 التي لم تعطى الوقت الكافي وخصوصا القسم العربي الذي لا تتعدى ساعات بثه الأربع ساعات. فيما يرى آخرون ان قناة فرنسا 24 وإن كان تحظى بمشاهدة أكبر في دول شمال إفريقيا إلا أنها تفتقد إلى الحرفية الكافية التي تحتاجها لمزاحمة مؤسسات إعلامية أقوى مثل قناة الجزيرة والعربية بل وحتى بعض القنواة المحلية مثل القناة المغربية الثانية والفضائية التونسية. فرغم توفرها على شبكة من المراسلين المحترفين من لبنان وفلسطين واشنطن و لندن ورغم الإمكانيات المادية الهائلة التي خصصت لها ما تزال قناة فرنسا 24 تعتمد على طاقم تحرير يفتقر إلى الخبرة والإحترافية فتكرار الأخطاء اللغوية باتت عادة تلاحق مذيعات الأخبار بالقسم العربي إضافة إلى حصول بعض التجاوزات التي تعبر عن إستخفاف وقلة إحترام للمشاهدين نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر حوارا دار على الهواء بين المغربي عادل قسطل والمذيعة عزيزة واصف حيث لم يتردد السيد قسطل في التنصل من أسئلة المذيعة بطريقة أقل ما يقال عنها أنها تعبير مخل بالإحترام لملايين المشاهدين, وإذا كان هذا المثال يسطر الوجه السلبي للقسم العربي ففي المقابل يرى المتحمسون للقناة أن هناك وجوه واعدة وتنم عن مستقبل في الفضاء الإعلامي إذا أتيحت للقناة الفرصة الكافية لإثبات وجودها. المتابعون لما يجري في فرنسا ما بعد شيراك يؤكدون أن مشروع فرنسا 24 تحول إلى إرث ثقيل على كاهل الإدارة الجديدة فعلى غرار ما يقال عن قناة الحرة الأميركية باتت مسالة التأثير على المشاهد العربي وإستقطابه أمرا في غاية الصعوبة خصوصا بعد إحتدام المنافسة وإنطلاق تجارب بدات تؤكد حرفيتها مثل قناة روسيا اليوم وقرب ميلاد قناة البي بي سي باللغة العربية.. فإذا كان فشل الحرة قد ارتبط بما تواجهه صورة أمريكا عبر العالم فإن فرنسا 24 تاتي وصورة فرنسا في أحسن أيامها دوليا ولا أدل على ذلك من التعاطف الذي تلقاه السياسة الخارجية الفرنسية وخصوصا مواقفها تجاه الوضع في العراق وهو الأمر الذي كان أولى بالمشرفين على القناة إستغلاله والإمتداد برقعة المشاهدين خارج حدود المستعمرات المغاربية السابقة.