فجر المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، وهو مؤسسة أوربية مستقلة، فضيحة من العيار الثقيل بعد أن كشف في تقريره الأسبوع الماضي عن تلاعب من طرف عناصر من البوليساريو بالمساعدات التي تتلقاها من منظمات مدنية ودولية لفائدة صحراويي مخيمات تندوف. واتهم التقرير قادة البوليساريو بالاغتناء من وراء هذه المساعدات الإنسانية، وأشار إلى أنهم يقومون بتحويلها والاستفادة من عائداتها المالية لاقتناء الأسلحة وكذا ممتلكات عقارية شخصية على الخصوص بجزر كناري أو إسبانيا. وكشف التقرير، الذي أنجز خلال ستة شهور واستعمل فيه باحثو المركز وسائل متطورة ذهبت حد إخفاء بطاقات خاصة بتحديد المواقع في حاويات موجهة إلى تندوف، عن عدة جهات معينة تستفيد من هذه المساعدات. وكشف تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، من جهة أخرى، أن الغموض المتعمد بخصوص العدد الفعلي للأشخاص الذين يعيشون في مخيمات تندوف يسمح بجميع التجاوزات، وفي مقدمتها عمليات تحويل المساعدات الموجهة لهم. ويشار إلى أن البوليساريو ترفض منذ أكثر من ثلاثة عقود إجراء هذا الإحصاء الذي تدعو إليه العديد من المنظمات الإنسانية، من بينها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأكد، بهذا الخصوص، كلود مونيكي رئيس المركز الأوروبي للدراسات الاستراتيجية والأمن أن " رفض البوليساريو يعود إلى الأرباح غير المشروعة التي يجنيها قادته من خلال تضخيم عدد الأشخاص الذين يعيشون في هذه المخيمات، وبالتالي الحصول على مساعدات إنسانية جدا هامة". واعتبر المركز أن التباين القائم بين العدد الحقيقي للسكان والتقديرات المقدمة يطرح العديد من المشاكل، و"يجعل تقويم المساعدات أمرا مستحيلا لأنه من الضروري التمكن من توفير نظام غذائي ملائم، وخاصة للأطفال صغار السن". ويشار إلى أن منظمات حقوقية دولية كانت طالبت بالسماح لها الدخول إلى مخيمات تندوف للاطلاع على حقيقة الأوضاع هنالك. وكشفت منظمة "تيتش دو تشيلدرن إنترناسيونال" الأمريكية غير الحكومية أنه قد تم إرسال حوالي 5 ملايين دولار من المساعدات مكونة من مواد غذائية وأدوية ومواد أخرى إلى مخيمات تندوف إلا أنه قد تم تحويلها. وقالت ليش فاريش أحد مسؤولي المنظمة في تصريحات صحافية على هامش زيارتها في نيويورك لعدد من بعثات البلدان الأعضاء في مجلس الأمن "لسنا المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي كشفت عن هذه التصرفات الدنيئة، هناك عدة منظمات غير حكومية مستقلة قامت بالكشف عن هذه الحقيقة المرة"، ومنها على الخصوص "أمريكان جيويش كوميتي"، و"دو أسوسييشن أوف دو بار أوف دو سيتي أو نيويورك" التي تأسست في عام 1870 والتي تضم أكثر من 23000 عضو من 50 بلدا. وأضافت فاريش التي تعمل محامية "لقد حصلنا على أدلة على تحويل المساعدات عن وجهتها واضطررنا للوقف النهائي لهذه المساعدات التي هي للأسف ضرورية لهؤلاء السكان الذي عانوا كثيرا منذ 35 سنة.