1- صدّق أو لا تصدّق: موقع "هسپريس" الالكتروني موقع مخابراتي! أي أننا، نحن الذين نكتب على هذا الموقع، والقراء الكرام الذين يعلقون على ما ينشر على هذا الموقع، إضافة إلى الذين يكتفون فقط بزيارة الموقع، لسنا جميعنا، حسب المختار الغزيوي، سوى مجرد مخبرين تابعين لجهاز الاستعلامات العامة، ديال السّي عبد اللطيف الحموشي! 2- المختار الغزيوي، الذي يبدو واضحا، أن تراجع مبيعات جريدة "الأحداث المغربية" التي يشتغل فيها، بما يقارب ثلاثين بالمائة قد أثرت على نفسيته كثيرا، (انخفضت المبيعات من 22536 نسخة سنة 2008 إلى 15589 فقط سنة 2009 وما زال باقي العاطي يعطي!)، لذلك لم يجد شيئا آخر يفعله من أجل التخفيف عن نفسه من حدّة الألم سوى صبّ جام غضبه على هذا الموقع وقرائه وعلى كاتب هذه السطور الذي وصفه بأنه جاء من العدم! 3- الحقيقة أنني لم أكن أرغب في الرد على ما كتبه السيد الغزيوي، لأن القراء الذين علقوا على "مقاله" لقنوه درسا لن ينساه أبدا، ولا بد أنه بعد انتهائه من قراءة التعليقات سيتأكد كم هو ضئيل حجمه ومكانته لدى الرأي العام المغربي، لكنني وجدت نفسي مضطرا، لأن الرجل تجاوز كل حدود التعبير عن اختلافه الفكري معنا، وسمح لنفسه بالتعرض لحياتنا الشخصية. وعلى الرغم من كونه لم يذكرني باسمي الشخصي، إلا أنه فعل ذلك بمكْر بيّن. حيث جاء في إحدى فقرات مقاله ما يلي: "ليس معقولا أن يأتي شخص من العدم، ولا يعرف له أحد أصلا من فصل، بمستوى تعليمي جد متوسط وبإكراهات حياتية فرضت عليه مهنة دون غيرها لكي يدلي بدلوه أو بسطله والأمر سيان في هذه الحالة بخصوص فيلسوف وسينمائي من حجم الصايل". وبما أنني سبق لي أن نشرت مقالين بخصوص المحنة المريرة التي يجتازها السيد نور الدين الصايل هذه الأيام، فالمعنيّ بهذا الكلام الذي يفتقد كاتبه إلى أدب الحوار هو أنا. والذي يقصده السيد الغزيوي بعبارة "ليدلي بدلوه أو بسطله" إشارة ماكرة إلى مهنتي السابقة، كمستخدم في حمّام عمومي، وهي المهنة التي أقول للسيد الغزيوي، بأنني أفتخر وأعتز بها، أما قوله بأنني جئت من العدم بإكراهات حياتية فأقول له بأنني لم يسبق لي أن طرقت باب بيته استجداء للصدقات، وليس لديّ أولياء يجودون عليّ بالنعم كما هو حال البعض. 4- ما أريد أن أعرفه فقط، هو كيف يسمح "صحافي" قضى أكثر من أربعة عشر عاما يا حسرة، في ممارسة مهنة الصحافة، أن ينزل إلى هذا المستوى الفكري الضحل؟ ومن أين أتى بهذه المعلومة النادرة التي جعلته يؤكد أن موقع "هسپريس" موقع مخابراتي؟! وعلى كل حال فقد أتعجّب من صدور مثل هذا الكلام التافه عن صحافي يكتب بأعصاب هادئة وبال مريح، ولكنني لن أتعجب ولن أستغرب صدوره عن شخص شبيه بمن يرى مصدر عيشه الوحيد يسير بخطوات ثابتة وبسرعة جنونية نحو الإفلاس المبين. وإذا كان السيد الغزيوي يقول بأنه ممنوع منعا كليا على شخص بمثل مستواي التعليمي البسيط أن يخوض في محنة الصايل، فأسأله أولا، عمّا يزعجه في ما أكتب إن كانت مستواي التعليمي ضعيفا إلى هذا الحدّ؟ وكيف له، وهذا هو الأهم، إذا كان يعتبر نفسه صحافيا كبيرا، أن يسمح باندحار جريدة "الأحداث المغربية" بهذا الشكل المهول في زمن قياسي، دون أن يستطيع إنقاذها من الغرق وهو الذي يطل صباح كل يوم على قرائها الذين يتناقصون سنة بعد أخرى بالآلاف وليس بالمئات؟ 5- ما يجب على السيد الغزيوي أن يفهمه هو أن الفقر ليس عيبا، فالأرزاق في نهاية المطاف بيد الله تعالى. فالمال قد يأتي وقد يزول ثم يعود من جديد، لكن سمعة الإنسان إذا ذهبت فلن تعود أبدا. ورغم أن مستواي التعليمي بسيط، إلا أنني سأسمح لنفسي بتوجيه نصيحة للسيد الغزيوي مفادها أن الدور المنوط بالصحافي هو الدفاع عن المصلحة العليا للشعب والوطن، وليس الدفاع عن أولياء النعم. فالذين يحملون السطول ويشتغلون في الحمّامات العمومية أشرف وأنْبل وأطهر بألف مرة من الذين يحوّلون أقلامهم إلى فرشاة لتلميع أحذية الأسياد. مع الاعتذار للقراء عن الخوض في مثل هذه السجالات العقيمة. [email protected]