ويدعوها لاستحضار ماربط الشعبين الجارين من نضال مشترك دعا عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، قائد الغالبية الحكومية الحالية، الجزائر إلى استحضار ماربط الشعبين الجارين، المغرب والجزائر، من نضال مشترك في سبيل التحرر والوحدة أيام الكفاح المشترك ضد الاستعمار. كما دعا الفاسي الجزائر أيضا إلى "مراجعة سلبيات الحاضر، وضرورة تخطيها بالتعاطي الإيجابي مع المبادرة المغربية، الهادفة إلى إنهاء التوتر المفتعل بمنطقتنا على قاعدة لاغالب ولا مغلوب بإقامة حكم ذاتي في ظل السيادة المغربية بأقاليمنا المسترجعة:الساقية الحمراء ووادي الذهب،" في إشارة إلى العمل على حل مشكلة الصحراء التي تفجرت منذ أكثر من ثلاثين سنة، والتي تلقي بظلالها الرمادية الثقيلة على الوضع في اتحاد المغرب العربي ، وتعرقل مسار تكتله، وتصيب أجهزته بالجمود. وأضاف الفاسي الذي كان يتحدث في مستهل ندوة بوزارة الثقافة بالرباط، نظمها مساء الجمعة 23ابريل الجاري حزب الاستقلال، ومؤسسة علال الفاسي،(مؤسس الحزب) بمناسبة الذكرى المائوية لميلاده، والذكرى 52لمؤتمر طنجة لدول المغرب العربي،"إننا ندعو إخواننا في الجزائر إلى العمل على احترام المادة 15 من اتفاقية مراكش المغاربية،كي تتضافر جهودنا جميعا لتجاوز هذا العائق الظرفي الذي يعطل مسار اتحادنا المغاربي." وعبر الفاسي عن أسفه لما وصفه ب"حالة الركود" التي يعرفها اتحاد المغرب العربي، "بالرغم من القناعة المشتركة المعلنة بأنه أصبح الآن أكثر من ذي قبل، مقوما حقيقيا لضمان حضور أقطارنا بشكل فاعل في مختلف مجالات التعامل الدولي: السياسي والاقتصادي، وخاصة في محيطنا العربي والإفريقي والأورومتوسطي." وتابع الفاسي:"إننا في حزب الاستقلال نعتقد أن من واجب كل الفاعلين على كل المستويات:الرسمية والشعبية، العمل على توفير الظروف المناسبة وخلق المناخ اللازم لرفع كل الحواجز السياسية والنفسية التي تعترض سبيل تحقيق هذا الأمل." وشدد الفاسي على النظر إلى المستقبل نظرة استشراف شمولية، واستخلاص الدرس من الماضي، وأخذ العبرة من النماذج الناجحة في العالم، وخاصة الاتحاد الأوروبي "لبناء مغرب عربي متجانس، من حيث التوجهات والأهداف السياسية،وتوسيع البنية الاقتصادية على نحو متكامل يمكن من التغلب على التحديات التي تفرضها طبيعة التعامل مع التكتلات الكبرى." وقال الفاسي "إننا في حزب الاستقلال، نعتبر بناء المغرب العربي في مفهومه الشمال الإفريقي، كما كان يراه أيضا الزعيم علال الفاسي، بما في ذلك جمهورية مصر الشقيقة، يشكل خيارا استراتيجيا حيويا لكسب الرهانات الكبرى التي تفرضها تطورات الأحداث في محيطنا، وفي العالم من حولنا،وخاصة في مجالات التنمية الشاملة، وتحقيق الأمن في مفهومه الواسع متعدد الأبعاد." وخلص الفاسي في ختام كلمته حول مسيرة بناء الصرح المغاربي، إلى التأكيد على "أننا إذا كنا قد رأيناه في الماضي ضرورة لوحدة الكفاح الوطني، فإننا نعتبره حاجة ملحة لحاضرنا، وأمرا حتميا لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا." وشارك في ندوة "المغرب العربي : البواعث والأفاق" التي حضر جلسة افتتاحها عدد من أمناء الأحزاب السياسية المغربية،وممثلي الهيئات الدبلوماسية المعتمدة بالرباط عدد من الأساتذة والباحثين، وضمنهم محمد المصلوحي، أستاذ بكلية الحقوق أكدال الرباط، والكاتب العام للجمعية المغربية لأساتذة العلوم السياسية، الذي لامس في تدخله العقبات التي تحول دون تفعيل اتحاد المغرب العربي،كتكتل جهوي، ملحا على ضرورة تحقيق التكامل بشكل يمكن من التغلب على التحديات التي يفرضها التعامل مع التكتلات الدولية الكبرى في مختلف مناطق العالم. *الهدهد الإلكترونية