في المسافَة الشائكة بين الصحافَة والقضاء بالمغرب، وإزاء إرخاء المستشهر بثقله في قاعات التحرير، قاربَ صحافيُّون وفاعلُون في المجال، سؤال حريَّة الإعلام بالمملكة، مساء السبت، في مناظرة "هسبريس" و"هنا صوتك"، بالرباط، في تقديرهمْ مَا إذَا كانَت "السلطة الرابعة" قدْ بلغَت مستوًى مرضيًا، كمَا تثنِي الحكومة، أمْ أنَّ الوضعَ لا يزالُ مقلقًا، في صلتهِ بوضعٍ سياسيٍّ يتلمسُ طريقه نحو الديمقراطيَّة. الناشطُ السياسي، نجيب شوقي، قال ضمن تدخله إنَّ المغرب يعيشُ اليوم مرحلةً يُجْهضُ فيها حلم التغيير، وإنَّ الدولة الاستبداديَّة مستمرَّة إزاء حكومة لا وظيفة لها غير تأثيث الديكور، لكون وزير الاتصال غير قادرٍ حتَّى على تغيير موظف عمومي، "هذا توصيفٌ واقعيٌّ لا صلةَ لهُ بالعدميَّة أوْ نحو ذلك"، يقولُ شوقِي. وأردف شوقي وهو أحد أبرز الوجوه التي شاركت في حراك 20 فبراير، "لاحتْ أمامنا لحظة تاريخية، لكننا لم نكن في المستوى كي نقطع مع الاستبداد السياسي، ووجدت الدولة العميقة الفرصة لتستمر، وتتابعَ استبدادها، الذي تمظهر في متابعة علي أنوزلا بقانون الإرهاب، دونَ أنْ يكون لوزير الاتصال ولا لرئيس الحكومة أمرٌ في ذلك، لأنَّ هناكَ جهاتٍ أخرى تحكم" يورد المتحدث التي تساءل قائلا: "لماذا لا يقوم الملك بحوار مع الصحافة المغربية أو على الأقل أحد مستشاريه؟". شوقي اعتبر الحياد في العمل الصحافيِّ مجرد أكذوبَة، لأنَّ الانحياز إلى المقهورِين والمظلُومِين وثقافة حقوق الإنسان، أمرٌ لا محيد عنه، إزاء ما يحصلُ من محاكماتٍ سياسيَّة، تحركهَا أطرافٌ بعيدةٌ عن الواجهة. أمجد: تقنين صحافة المواطنُ أمرٌ مستحيل أمَّا بخصوص صحافة الويبْ، فقالتْ "البودكاستْ"، حنان أمجد، إنَّها أصبحتْ أكثر حريَّة، لأنَّ من يقدمُ فيها منتوجًا ليسَ مطوقًا بموضوعٍ محددٍ ولا طريقة ولا توقيت، ويكتفيه أنْ يستعين بما يملكُ من أدوات، وسطَ بروز صحافَة مواطنة يمارسها أشخاصٌ ليسُوا صحافيِّين مختصِّين بالضرورة. أمجدْ زادتْ أنَّ من المستحيل أنْ تقنن صحافة المواطن، وقدْ أعطَى "اليوتيوب هامشًا مهمًّا، للبث كما التفاعل الذي صار المنتوجُ يقدمُ فيه قبل أنْ يخضعَ للنقاش والتقييم، ليكُون بذلك ذا ميزةٍ جديدة، بالقياس مع الإعلام التقليدي، الذي صار يواجهُ عزوفًا.