رئيس غرفة البرلمان "جانفرانكو فيني" : لا يمكن أن نقبل سيطرة عصبة الشمال على حكومتنا. عرفت الأشهر الأخيرة جدلا حادا داخل حكومة برلوسكوني الائتلافية بسبب مواقف حزب عصبة الشمال المعروف بميولاته العنصرية والمعادية للمهاجرين إضافة إلى مطالبته باستقلال جهة بدانيا الإيطالية. وبعد هدنة مدة شهر مارس المنصرم إبان الانتخابات الجهوية والتي أقرت فوزا كبيرا لعصبة الشمال(Lega nord) بالأقاليم الشمالية الإيطالية، عاد الصراع من جديد بين رئيس الوزراء برلوسكوني ورئيس غرفة البرلمان جانفرانكوفيني وهما القطبين الأساسيين للاندماج الحزبي بين فورسا إيطاليا وأليانسا ناسيونال تحت راية حزب شعب الحرية الحاكم، مما أدى في الأسبوع الماضي إلى ظهور بوادر انشقاق حقيقي في الحكومة، حيث طالب رئيس الوزراء برلسكوني السيد جانفرانكو فيني بإتباع المسار السياسي للحكومة أو التنحي عن منصبه، الشيء الذي أدى بهذا الأخير إلى عقد اجتماع عاجل أمس الثلاثاء ، انضم إليه البرلمانيون المنتمون إلى حزبه السابق أليانسا ناسيونال و كذا النواب المتعاطفين معه لمحاولة خلق اتحاد داخل البرلمان يقلل من هيمنة عصبة الشمال و الحد من مسار القرارات السياسية أحادية الطرف التي تبناها برلسكوني منذ توليه الحكم ، مما ألفت انتباه واشمئزاز المجمتع الإيطالي والرأي العام الدولي. وخلال اجتماع أعضاء حزب فيني ، وقع النواب على وثيقة تآزر و قبول للتيار "الفيني" حسب تعبيرهم، ومن بين هؤلا نجد البرلمانية من أصل مغربي سعاد السباعي المنتمية لحزب أليانسا ناسيونال تحت قيادة فيني نفسه، هذا الحزب المعروف بالاعتدال في تدبير الشؤون السياسية و قربه من المهاجرين و الطبقة العاملة. تقول السباعي: من الأول، اخترت الترشح في صفوف حزب فيني لأنني كنت دوما أقاسم قيمه المعتدلة والمعروفة بالحرية والديمقراطية في تدبير الأمور، وأنا سأدعم فيني إلى الأخير لأنني أؤمن بالحوار و أهمية إدماج المهاجرين ، ورغم أننا اليوم أقلية برلمانية لكننا نتوفر على دعم وتآزر مجموعة من أحزاب الوسط، ولا يجب أن ننسى أن لفيني تاريخا طويلا في السياسة الإيطالية وخبرة عالية ، لذلك لا أظن أن الأمور ستسير نحو الأسوء .ورغم بعض التهديدات التي تلقاها مجموعة من البرلمانيين للبقاء في جهة برلسكوني ، لكن الأغلبية اختارت العقلانية ومصلحة الوطن، وأرى أنه في كل الحالات سنعمل في المرحلة المقبلة على ترسيخ ديمقراطية حكومية بكل الوسائل بدلا من المصالح الشخصية. يقول فيني في هذا الصدد: لا نقبل أن يتجاهلنا برلسكوني و يخضع لأوامر عصبة الشمال ، فرغم اندماج حزبنا في شعب الحرية ، قيمنا ستبقى دوما منهجا لنا في اتخاذ القرارات السياسية كما أطالب الحكومة بالتعامل مع موضوع الهجرة بشكل إنساني وعقلاني دون تطرف او خضوع لضغوطات الأقليات العنصرية . ويرجع هذا الصراع الخطير ، والذي قد يحدث سقوطا للحكومة الحالية، إلى رفض فيني سياسة تضييق الخناق على المهاجرين و سن قوانين عنصرية تجعل من المهاجر أداة للعمل فقط دون احترام القيم الإنسانية واالمعايير الدولية التي ينبني عليها الاتحاد الأوروبي فيما يخص إدماج المهاجرين. وباجتماع أمس عبر فيني عن شجاعة كبرى بمواجهة حليفه التاريخي برلسكوني ، كما أعطى درسا في السياسة لعصبة الشمال . ويرتقب أن يكون لقاء برلسكوني فيني غدا الخميس حاسما في إعطاء صورة واضحة عن مستقبل الحكومة الإيطالية ، ففي حالة عدم التوافق ستتم إعادة أوراق الأغلبية بالبرلمان بانشقاق حزب شعب الحرية و ظهور تحالفات أخرى.