بقلم ميشال ليريدون بعد تجريده من حصانته القضائية, قرر رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني الرد عبر طرح نفسه ضحية لوسائل الاعلام والقضاة والمؤسسات مستندا الى قاعدته الانتخابية من اجل "المضي قدما". وتلقى برلوسكوني الاربعاء صفعة قاسية عبر قرار المحكمة الدستورية ابطال قانون "الفانو" الذي يحصنه من المحاكمة في اثناء ولايته (خمس سنوات). ولكن امام احتمال خوض محاكمات قريبا في قضايا فساد وتزوير توقيعات, اختار برلوسكوني اداء دور ضحية مؤامرة على الممثل الشرعي الوحيد للايطاليين الذين يدعمونه "بنسبة 70%", على قوله. وقال في رد حاد على قرار المحكمة "تحيا ايطاليا, يحيا برلوسكوني !" وقال استاذ الفلسفة السياسية في روما جاكومو ماراماو لوكالة فرانس برس "تبدو هذه الجملة اشارة موجهة الى حلفائه ومعارضيه. وهذا يعني في شكل ما +انا الدولة+ ولا احد غيري". وكذلك استعادت صحيفة +ايل جورنالي+ المناصرة لبرلوسكوني شعار حملته "لحسن الحظ لدينا سيلفيو !" وعنونت فوق خمسة اعمدة "لحسن الحظ برلوسكوني لا يستسلم". وعلق النائب اليساري السابق لوتشيانو فيولانتي ان برلوسكوني "يهوى ان يظهر نفسه على هذا النحو : فهو البلد والبلد هو. بلا مؤسسات, بلا برلمان, في حوار مباشر مع الايطاليين عبر التلفزيون الذي يسيطر عليه". كما اعتبرت صحيفة +كورييري ديلا سيرا+ ان رئيس الوزراء الايطالي "قرر وضع شرعيته الانتخابية الخاصة في وجه شرعية المؤسسات التي تجرده من شرعيته من دون دعم +الشعب+". واستند برلوسكوني الى تلك الشرعية التي نقضتها ارقام ادنى بكثير لمؤشر الثقة الذي بلغ 47% في ايلول/سبتمبر بحسب استطلاع لصحيفة +لا ريبوبليكا+ (اليسارية), وصور نفسه كضحية. وحصل على تلك الفرصة مساء الاربعاء في افتتاح معرض عن القديسين الشفيعين في اوروبا. وقال "تنقص لوحة للقديس سيلفيو داركوري (مكان سكنه في ميلانو) الذي يسعى لعدم وقوع ايطاليا بين ايدي بعض اليساريين". وبذلك, يعتبر برلوسكوني انه ضحية وسائل الاعلام والقضاة, وكلهم تقريبا من "اليسار". لكنه تجاوز خطا احمر فعليا في ايطاليا مع شنه هجوما حادا على رئيس الجمهورية جورجيو نابوليتانو والتشكيك في حياده. وقال "نعلم جيدا في اي صف يقف". واثار هذا الهجوم استياء الحزب الديموقراطي الاساسي في المعارضة (اليسارية), الذي ندد باقوال برلوسكوني "غير المقبولة" وبخطر "انحراف سلطوي". كما اثار خطاب برلسكوني تململا لدى بعض اعضاء الاكثرية اليمينية التي يتزعمها. وقال حليفه رئيس مجلس النواب جانفرانكو فيني انه يحق له الدفاع عن نفسه "لكن عليه احترام المحكمة الدستورية ورئيس الدولة". وباستثناء القاضي السابق في قضايا الفساد انتونيو دي بييترو, لم يطلب احد استقالة رئيس الوزراء الايطالي.فاليسار اضعفته الخلافات على القيادة والاكثرية تعتمد على برلوسكوني لتامين التوازن الهش بين وسط اليمين وشعبويي رابطة الشمال, بحسب المحللين السياسيين.