اهتمت الصحف الاوروبية الصادرة ،اليوم السبت، بالخصوص بتطورات الوضع في أوكرانيا في ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم لحضور عرض عسكري ، وزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لألمانيا ومباحثاته مع المستشارة أنغيلا ميركل. ففي ألمانيا اهتمت الصحف بجملة من المواضيع كان أبرزها ردود الفعل على زيارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين لشبه جزيرة القرم بمناسبة عيد النصر، إضافة إلى زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لألمانيا ومباحثاته مع المستشارة أنغيلا ميركل. وأبرزت صحيفة (برلينغ تسايتونغ) أن المستشارة ميركل والرئيس هولاند سيعالجان "قضايا صعبة " و"العديد من المشاكل " التي تشهدها المنطقة الأوروبية وفي مقدمتها الوضع في أوكرانيا . وأشارت إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع زيارة للرئيس فلادمير بوتين لشبه جزيرة القرم التي ضمها منذ أسابيع قليلة مضيفة أن هذه القضية والوضع في أوكرانيا سيوكان ضمن محتويات البيان المشتركة الذي سيصدر عقب مباحثاتهما. من جهتها ترى صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة) أن زيارة فرانسوا هولاند لألمانيا جاءت في الوقت المناسب، خاصة في خضم عاصفة الأزمة الأوكرانية، وأيضا لإظهار الدولتين القويتين في الاتحاد الأوروبي تماسكهما وتجديد التزامهما بقضايا الاتحاد. وبخصوص زيارة بوتين لشبه جزيرة القرم بمناسبة يوم النصر الوطني، تناولت الصحف ردود الفعل والإدانة الواسعة لهذه الزيارة خاصة من قبل الحكومة الأوكرانية والولايات المتحدةالأمريكية وحلف شمال الأطلسي. وكتبت صحيفة (بيلد) بهذا الخصوص أن الاحتفالات بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية لهذه السنة، طغى عليها الصراع في أوكرانيا، وباستفزاز زعيم الكرملين فلاديمير بوتين للغرب واختيار الاحتفال بها في شبه جزيرة القرم التي ضمها إلى الاتحاد الروسي. أما صحيفة (نوي أوسنايبروكر) فاعتبرت أن الاحتفال بيوم النصر لهذه السنة، تميز بتحد من نوع خاص من قبل الرئيس الروسي الذي وجه من خلاله رسالة تقدير للسكان المحليين بشبه جزيرة القرم ، ورسالة استفزاز إلى الغرب. أما (ميتلدويتشه تسايتوغ) فعلقت من جهتها على أن هذا الاحتفال يأتي هذه السنة وقد بتر جزء من أرض أوكرانيا، إلا أن روسيا تحتفل على أساس أنها استرجعت منطقة شبه الجزيرة مشيرة إلى أن السياسيين بالغرب ينظرون إلى أن هذا الأمر على أنه تصعيد للصراع من قبل بوتين الذي نصب نفسه وصيا ليس فقط على روسيا ، ولكن على تاريخ الاتحاد السوفيتي السابق. وفي سويسرا ، تساءلت الصحف حول النوايا الحقيقية للرئيس فلاديمير بوتين بخصوص أوكرانيا ، عقب زيارته لشبه جزيرة القرم بعد يومين من إرساله لإشارات تهدئة . وكتبت صحيفة " لاتريبون دو جنيف" تحت عنوان" بوتين يحرك القومية الروسية " أن بوتين من خلال ذهابه الى شبه جزيرة القرم لحضور عرض عسكري ، لعب ورقة القومية في مواجهة الحكومة المؤيدة لأوروبا في كييف. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن تصرفات الرئيس الروسي بعيدة كل البعد عن الوعود المهدئة التي ادلى بها لرئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا . وتحت عنوان" حفل بوتين بالقرم يثر غضب كييف " قالت صحيفة "24 أور" إن زعيم الكرملين أثار حفيظة الحكومة الأوكرانية من خلال الانخراط في عرض جديد للقوة . من جانبها ، اهتمت صحيفة "لوتان" بالوضع في مدينة أوديسا ( شرق اوكرانيا ) حيث انتظم الناشطون المؤيدون لأوروبا في جماعات للدفاع الذاتي لصد المتمردين الموالين لروسيا . واعتبرت الصحيفة وفق مراسلها في عين المكان أن الوضع أكثر هشاشة خاصة وأن قوات الأمن لم تعد لديها الرغبة في التدخل في المعارك بين المعسكرين. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف بالزيارة التي قام بها بوتين لشبه جزيرة القرم وانعكاساتها على الأزمة في المنطقة، قبيل يومين من الاستفتاء الذي دعا إليه المتمردون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا. وكتبت (إلباييس)، واسعة الانتشار أن بوتين استعرض القوة العسكرية الروسية خلال زيارته لشبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أنه بعد شكوك حول زيارته للمنطقة توجه الرئيس الروسي أمس إلى شبه جزيرة القرم لإحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية بسيفاستوبول، حيث ترأس عرضا عسكريا. وأضافت اليومية أن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها بوتين لشبه جزيرة القرم منذ ضمها إلى روسيا في مارس الماضي، مشيرة إلى أن الزيارة تأتي قبل يومين من الاستفتاء الذي دعا إليه المتمردون في شرق أوكرانيا. ومن جهتها كتبت صحيفة (إلموندو) أن فلاديمير بوتين يدافع عن حق تقرير مصير الشعوب معتبرا أن ضم شبه جزيرة القرم عمل شرعي وقانوني، مشيرة إلى أن السلطات الأوكرانية طعنت في هذه الزيارة ونددت بها. وأضافت اليومية أن الحكومة الأوكرانية عبرت، في هذا السياق، عن "احتجاجها شديد اللهجة" ضد زيارة الرئيس الروسي لإقليم شبه جزيرة القرم "المحتل مؤقتا". وبدورها عادت صحيفة (أ بي سي) إلى رد فعل كييف مشيرة إلى أن الأمر يتعلق ب"انتهاك صارخ للسيادة الأوكرانية" و"استفزاز أكد مرة أخرى أن روسيا غير راغبة في البحث عن حل دبلوماسي" للتوتر بين البلدين. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالتطورات الأخيرة بأوكرانيا حيث كتبت صحيفة (لوموند) أن المواجهات اليومية بين الموالين لروسيا في الشرق والجنوب الشرقي ، وقوات كييف ،تجر البلاد نحو الحرب الأهلية . من جهتها أكدت صحيفة (ليبراسيون) أن المتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا يستعدون للاستفتاء المفترض تنظيمه غدا الاحد حول استقلالهم مشيرة الى أن الاستفتاء يهدف الى اضفاء الطابع الرسمي على انفصالهم عن باقي البلاد والتحضير لانضمام محتمل الى روسيا. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن العواصم الغربية انتقدت مشاركة فلادمير بوتين في الاحتفالات بذكرى الانتصار على المانيا النازية المنظمة بسيباستوبول مضيفة أن الأمر يتعلق بأول زيارة تكتسي دلالة للرئيس الروسي لشبه جزيرة القرم منذ إلحاق هذه الجزيرة بروسيا بموجب استفتاء 16 مارس. وفي بلجيكا ، أبرزت صحيفة (لوسوار) أن فلادمير بوتين الذي أرسل لمحاوريه الدوليين قبل يومين إشارة التهدئة بشأن الأزمة الاوكرانية ، عاد يوم الجمعة الى أولوياته الوطنية بالتوجه الى شبه جزيرة القرم التي ألحقت بروسيا في مارس الماضي ، مشيرة الى أن بوتين لعب ورقة الوطنية الروسية لمواجهة السلطة الجديدة في كييف الموالية لأروبا. من جهتها كتبت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن الرئيس بوتين يستفز أروبا معتبرة أن الزيارة التي قام بها الى شبه جزيرة القرم تكتسي دلالة في الوقت الذي يغرق فيه شرق أوكرانيا في الازمة . من جهتها قالت صحيفة (لادينيير أور) إن فلادمير بوتين يواصل تجاهل المجموعة الدولية مبرزة أن الامين العام للناتو اعتبر زيارة الرئيس الروسي للقرم في غير محلها فيما شجبت كييف الاستفزاز الذي يؤكد من جديد أن روسيا تبحث عن زيادة حدة التوتر في علاقتها مع أوكرانيا.