طموح أساسي لمجموعة "منتدى البحث في الهوية لدعم الحداثة" على فيسبوك علاقة الإسلاموالعروبة ارتبطت ارتباطاوثيقابالتطور التاريخي للدولالعربية. فالتراكمات السياسية التي عاشها العالم العربي منذ زمن الإمبراطورية العثمانية، لا زالت تداعياتها قوية على وضعنا اليوم. فالتزاوج والانفصال بين العروبة والإسلام شكل مركز إشكالية التطور العربي. وبذلك، فما تعيشه البلدان العربية من استغلال للدين في السياسة وما يوازيها من تطرف عقائدي ما هو إلا رد فعل لتغير العلاقة التي تربط العروبة والإسلام جراء ردود فعل أفرزتها الانفعالات النفسانية المجتمعية مع الأحداث التاريخية. وعلاقة بما قلناه، مكنتنا مقالة جديدة للمفكر محمد عبيد الجابري عنوانها "الهوية "الأقٌوامية" ... ومسألة "العروبة والإسلام السياسي" من توضيح مجموعة من الأفكار". وبعد قراءتها، نضع هنا محاورها الأساسية المرتبة حسب الصيرورة التاريخية: · بخصوص واقع الهوية الجامعة المرادفة "الثقافة العربية الإسلامية" ما بين عهد الخلافة العثمانية إلى زمن العباسيين، لم تكن هناك في الإمبراطورية العثمانية هوية جامعة بالمعنى الذي عرفته الإمبراطورية العباسية. · مع قيام عصر القوميات في أوربا، وتحول الجوار إلى شعور ب"الهوية الأقوامية"، وتأثر النخبة العصرية في تركيا بالحركات القومية بأوروبا (القرن 19)، وظهور خطاب تسويد القومية التركية الطورانية، نادى العرب بالاستقلال والخروج عن الخلافة العثمانية، مما ساهم في ظهور فكرة العروبة والقومية العربية . · مع انهيار "الرجل المريض" (الإمبراطورية العثمانية)، وقيام الحركات الإمبريالية، وانتصار أوربا في الحرب العالمية الأولى، واستيلاء أتاتورك على تركيا وأقام بها نظام سياسي علمانى، أصبح الآخر عند "العرب" هو الاستعمار الأوروبي لما أحدثه من تقسيم وتجزيء واستغلال داخل العالم العربي. · استناد مقومات الهوية العربية بعد هذه الأحداث على رفض الاستعمار والتنديد بالتجزئة وعدم الاعتراف بإسرائيل. · الفصل بين القومية العربية و"الإسلام السياسي" بخلق الحزام العسكري من طرف الولاياتالمتحدة والدول الغربية ضد الاتحاد السوفيتي ويضم ثلاث دول إسلامية كبرى باكستان وإيران وتركيا، ودولة عربية واحدة هي العراق. · تفضيل مهادنة الدول الاستعمارية والسير في صف الليبرالية الامبريالية وتعقد وضع القضية الفلسطينية. · برز مع هذا الوضع المشوب بالتبعية التنظير للقومية العربية مع السكوت عن الإسلام واستبعاده صراحة أو ضمنا. وهذا التوجه هو الذي سرع بظهور رد فعل مضاد يعتبر "الإسلام" كمقوم أساسي وأولي للهوية وليس "العروبة". وبناء علىما سبق، نعبر في الأخير عن الطموح الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال النقاش بداخل مجموعة "منتدى البحث في الهوية لدعم الحداثة بالمغرب" على فيسبوك والذي يتجلى في إعادة التفكير في علاقة العروبة والإسلام ليس من باب التعصب أو رد الفعل ضد العولمة بل من باب التفكير العلمي. الهدف الذي نصبو إليه هو الوقوف على المقومات العقلية لهويتنا العربية وجعلها ركيزة أساسية لآمالنا في بناء مشروع مجتمعي ديمقراطي حداثي يجعل المغرب من الدول العربية السباقة لتقديم الإجابات الفكرية والثقافية الشافية في هذا المجال الحساس والمحوري في مسلسل التطور السياسي للبلدان العربية. أنقر هنا للانضمام إلى مجموعة منتدى البحث في الهوية لدعم الحداثة بالمغرب على الفيسبوك