أعلنت جماعة "النصرة" وقف القتال ضد ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" استجابة لمطالبة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في خطوة جاءت بعد سقوط العديد من الضحايا نتيجة القتال بين الطرفين في عدد من المحافظات والمدن السورية. الجماعة السنية المحسوبة على "المعارضة" المسلحة في سوريا، كانت قد وجهت مرات عديدة اتهامات ل"داعش" بدعم نظام بشار الأسد، وهي نفس الاتهامات التي وجهها ائتلاف المعارضة السورية المخاطب الرسمي للدول الغربية في سوريا، الأمر الذي أدى إلى نشوب مواجهات دامية بين الطرفين استخدمت فيه السيارات المفخخة، وتسببت في نزوح ما يقارب 60 ألف من السوريين حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلا أن النداء الذي وجهه زعيم القاعدة الجمعة الماضي من خلال شريط فيديو بث على موقع يوتوب دفع "جبهة النصرة" إلى إعلان وقف إطلاق النار ما دامت "داعش" ملتزمة بذلك أيضا. وأعلنت "النصرة" في بيان لها تناقلته وسائل إعلام عربية، أنها مع مقترح الظواهري القاضي بإحداث محكمة "شرعية" للبث في الخلافات بين الطرفين، أمر قد يدفع المتدخلين في الشأن السوري إلى إعادة ترتيب أوراق المعادلة السورية التي تشعبت وتحولت إلى حرب أهلية بين أكثر من طرفين، إذ تشهد سوريا منذ العام 2011 معارك طاحنة كان قد بدأها ما عرف بالجيش السوري الحر المشكل من عسكريين انشقوا عن الجيش النظامي، قبل أن تتصاعد حدة العنف مع دخول مقاتلي حزب الله اللبناني على خط المواجهات، لتزداد حدة بالتحاق كل من "جبهة نصرة أهل الشام" و"داعش" فتحولت سوريا إلى ساحة معارك متعددة الأطراف والعداوات.