اتسع نطاق معارك الجيش الحر في سوريا ضد النظام و"داعش" الإرهابي، لتضاف إليهما جبهة ثالثة مع إعلان مقاتلي المعارضة فتح معركة في درعا ضد مقاتلي النصرة الإرهابي للمرة الأولى. وبدأت هذه الجبهة الجديدة التي حاول الجيش الحر تفاديها على مدى الأشهر الماضية، عندما اعتقلت جبهة النصرة الإرهابية قائد المجلس العسكري في درعا أحمد النعمة مع ثمانية آخرين كانوا يرافقونه، بعد أن نصبت لهم كميناً في مدينة صيدا. وأعلن الجيش الحر الذي أمهل النصرة ساعات لإطلاق سراح المعتقلين لديها، عن بدء هجومه على مقرات النصرة؛ لتحرير قياديه عندما لم تستجب النصرة لطلبه. من جانبه قال ناشطون إن النصرة الإرهابية أقدمت على اعتقال النعمة ومرافقيه بسبب تخوفها من تحول ما يعرف بالجبهة الجنوبية التي أطلقها الجيش الحر في درعا مطلع العام لتحرير دمشق، إلى ما يشبه الصحوات العراقية. وجاءت هذه التطورات في جنوب البلاد، في وقت برز إعلان جبهة النصرة وقف قتالها ضد داعش في الشمال، خاصة في مدينة دير الزور، حيث القتال مشتعل بين الطرفين منذ أسابيع. وقالت النصرة الإرهابية إن قرارها جاء استجابة لدعوة زعيم القاعدة أيمن الظواهري بوقف القتال مع داعش الإرهابي. وجاء في البيان الموقع من جبهة النصرة "إننا نعلن الامتثال لأمر الدكتور أيمن الظواهري بإيقاف أي اعتداء من طرفنا على جماعة الدولة مع الاستمرار بدفع صيالهم حيثما اعتدوا على المسلمين وحرماتهم". وأضاف "في الوقت الذي تعلن جماعة الدولة وقف عدوانها على المسلمين، فإن إطلاق النار من جهتنا سيتوقف تلقائياً". كما أعلن البيان الامتثال لأمر الظواهري في شأن إنشاء محكمة شرعية لوضع حد للخلافات بين الطرفين اللذين يخوضان قتالاً فيما بينهما منذ أشهر في مناطق سورية عدة. وأمر أيمن الظواهري في تسجيل صوتي نشر الجمعة على الإنترنت، جبهة النصرة التي تعتبر ذراع القاعدة في سوريا، بوقف المعارك ضد الجهاديين الآخرين. وربما يعني وقف القتال بين الجماعتين المرتبطتين بالقاعدة، وإعادة توحدهما، أن الجيش الحر بات عليه مواجهة داعش والنصرة الإرهابيين، إضافة إلى قوات النظام، علما أن الأطراف الثلاثة هذه تتمتع بتسليح أفضل وأكثر تطوراً من الجيش الحر.