بعد قضائه أكثر من 20 سنة في خدمة شركة "هولسيم المغرب" بوجدة، وجد عز الدين مهداوي نفسه مشردا بلا مأوى ولا تغطية صحية أو راتب شهري، ولم يجد من طريقة يعيل بها نفسه وأسرته غير استجداء الناس بشوارع وجدة.. موسى جويط، زميله في العمل سابقا، هو الآخر لقي نفس المصير. وليس عز الدين وموسى وحدهما من يعيش ظروفا مزرية بعد تقاعدهما من العمل بشركة "هولسيم المغرب"، بل هناك 50 متقاعدا آخر يعانون من التشرد والضياع، والسبب في نظرهم هو هضم الشركة لحقوقهم. وحمل المتضررون مسؤولية المآل الذي يعيشونه في الوقت الحاضر، إلى إدارة الشركة المذكورة، حيث يعتبرون أنها جردتهم من جميع الحقوق، إثر تفويت زمام الأمور من شركة "اسمنت المغرب الشرقي"، إلى شركة "هولسيم مجموعة "LTD"، حسب رسالة من جمعية متقاعدي وقدماء عمال هولسيم. وطالب يحي بوحريش، رئيس جمعية متقاعدي وقدماء عمال هولسيم المغرب، إدارة هذه الأخيرة، بفتح حوار معهم وإنصافهم، بعد معاناتهم مع المغادرة الطوعية، لأن مصيرهم كان هو التسول والفقر، بعد أن قضوا أكثر من 20 سنة من العمل فأصبحوا الآن دون رواتب شهرية أو تغطية صحية. وتواصلت احتجاجات العمال واتصالاتهم بعدة جهات، من خلال مراسلة وزير العدل عن طريق البرلمان، ورئيس المحكمة الابتدائية بوجدة، ورئيس كتابة الضبط، ونقيب المحاماة ووزير الإسكان، بعد أن اتضح أنهم كانوا ضحية هذه الملابسات، ومنهم مناديب العمال من الفوج الأول، الذين طالبوا بمستحقاتهم عن طريق المحكمة الابتدائية، لكن كل هذه المحاولات لم تجدي نفعا، على حد قول بوحريش. ويطالب العمال في رسالتهم بمنحة تصل نسبتها إلى مائة في المائة، كالأفواج التي تلتهم في 2005، مثلما استفادت مجموعة من الأشخاص. كما يطالب مسؤولو الجمعية بمد جسور التواصل بينهم وبين الإدارة، عن طريق لقاءات وفتح حوارات مع الجمعية ممثلة المتقاعدين وقدماء عمال "هولسيم المغرب"، ورد الاعتبار لكل عامل طوعي، والاستفادة من مادة الاسمنت لجميع المتقاعدين والمغادرين، الذين لهم أكثر من 21 سنة في العمل، والاستفادة من التغطية الصحية لجميع المتقاعدين والمغادرين، واستفادة جميع المغادرين من إنشاء مقاولات صغرى، وإدماج الباقين منهم للاستفادة من المشاريع، التي توفرها لهم الشركة، وتقديم مساعدات للعمال المتقاعدين والمغادرين الطوعيين في المناسبات والأعياد الدينية والدخول المدرسي.