بعث محمد السادس ببرقية تعزية إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في وفاة الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان. وجاء في برقية الملك محمد السادس " فقد تلقيت ببالغ الحزن وعميق الأسى، نبأ فجيعة أسرتكم الأميرية الجليلة في وفاة المشمول بعفو الله ورضاه، أخيكم العزيز، صاحب السمو الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية والخيرية، والعضو المنتدب لجهاز أبو ظبي للاستثمار، إثر الحادث المؤلم لسقوط الطائرة التي كان يركبها بضواحي الرباط". وبهذه المناسبة المحزنة، تقدم الملك محمد السادس للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإلى أسرته الأميرية المبجلة، بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، في هذا الرزء الفادح، الذي لا راد لقضاء الله فيه، "داعيا الله سبحانه أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يتغمد فقيدكم العزيز بواسع رحمته ومغفرته، ويتقبله مع عباده المنعم عليهم بفضله وإحسانه، ممن يبوئهم سبحانه فسيح جنانه، مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا". كما تضرع الملك محمد السادس إلى العلي القدير بأن يجزل ثوابه على ما أسداه الفقيد من مبرات وأعمال إنسانية خيرة، فلبى داعي ربه راضيا مرضيا، صادقا فيه قوله تعالى "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان". وخلص الملك محمد السادس "وإذ أشاطركم، من منطلق علاقات الأخوة الراسخة التي تجمعنا وأسرتينا، أحزانكم في هذا المصاب الأليم، فإني أسأل الله عز وجل أن يحفظ سموكم وأسرتكم الأميرية الكريمة من كل مكروه، ويبدل أحزانكم صبرا جميلا، ويرزقكم موفور الصحة والعافية وطول العمر، ويبقيكم ذخرا وملاذا للشعب الإماراتي الشقيق، وللأمة العربية والإسلامية جمعاء، مشدودي الأزر بولي عهدكم أخي الأعز، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رعاه الله، وبكافة أصحاب السمو الأمراء الأجلاء، إنه سميع مجيب. ومثلكم في قوة الإيمان، والرضا بقضاء الله الذي لا راد له، لا يزيده هذا الابتلاء في الأخ إلا تجلداً واحتساباً لحسن الجزاء عند الله، مصداقا لقوله عز من قائل : "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". وكانت فرق الانقاذ التي باشرت البحث عن الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان ، قد تمكنت من العثور على جثته في نهاية صباح اليوم الثلاثاء ببحيرة سد سيدي محمد بن عبد الله بعمالة الصخيرات تمارة. فمنذ الإعلان عن سقوط الطائرة ، التي كانت تقل الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان ، يوم الجمعة 26 مارس الجاري ،جندت السلطات المغربية على وجه السرعة مختلف مصالح التدخل التي باشرت على الفور عمليات البحث والتحري بمكان الحادث وبعد أن تم إنقاذ ربان الطائرة الذي نجا من الحادث ، تواصلت عمليات البحث ليل نهار من أجل العثور على سمو الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان في مساحة مائية تبلغ ست كيلومترات ،وفي مياه عكرة ،وأوحال في عمق يتراوح ما بين 37 و42 مترا . وضمت الوسائل البشرية التي تمت تعبئتها في عمليات البحث ،225 عنصرا، من بينهم أزيد من مائة غواص من مختلف الجنسيات ( مغاربة، إماراتيون، فرنسيون، إسبان وأميركيون)، وكذا أربعة أطباء مسعفين. كما تمت تعبئة تجهيزات مادية وتقنية هامة في عمليات البحث، من بينها على الخصوص 95 زورقا مطاطيا (زودياك) وقوارب ، وتسعة رجال آليين وأجهزة رصد الموجات ، و120 عربة متعددة الاستعمالات ، تابعة لمصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية، وكذا طائرتين مروحيتين تابعتين للدرك الملكي، إحداهما خاصة بالمراقبة والرؤية الليلية ، والثانية بالاسعافات الطبية. يشار إلى أن سد سيدي محمد بنعبد الله يغطي مساحة تبلغ 43 كيلومتر مربع بحقينة مياه تقدر ب896 مليون متر مكعب، ويتم إمداده بواسطة ثلاثة أذرع : ذرع وادي أبي رقراق، وذرع وادي غرو ، وذرع وادي كريفلة.