"" كانت حسرته على حال أمه شديدة ولكنه أيقن أن الموت فيه راحة لها من عذاب الألم الذي ينهش جسمها النحيف..تحدث مع مريم وطلب منها الحضور فورا إلى الدارالبيضاء لوداع الأم . حاول نعمان الوصول إلى أخته ناديا وبجهد كبير عرف أنها تعيش في أحد البيوت ب " الحي المحمدي " ..فقرر زيارتها لإخبارها بأمر إحتضار الأم .. وصل إلى الحي الشعبي وهو يقود سيارة جديدة أهداه إياها آدم..طرق الباب ففتحت له فتاة محجبة في ريعان الشباب ..سألها هل هذا هو بيت الشيخ أحمد : - السلام عليكم .. نعم يا سيدي ..من حضرتك ..؟ - أنا شقيق ناديا ..ناديا بنت الحسين ..هل هي موجودة ؟ - نعم ..نعم ..تفضل يا سيدي..مرحبا بك..ناديا ..ناديا ..يا ناديا - نعم من ؟! - أخوك يسأل عنك خرجت ناديا مسرعة من إحدي غرف البيت وهي تحمل في يدها بعض الأوراق..رحبت بأخيها بحرارة شديدة ..سألها عما تفعله بهذا البيت فأخبرته أنها تزوجت بأمير الجماعة ثم طلبت منه الدخول إلى غرفتها للتعرف على ولدها الرضيع.. - أسميته نعمان..تيمنا باسمك رغم أن أحمد سماه نعمان تيمنا بوالده - إنه جميل ولكن لماذا أخفيت أمر زواجك يا أختي ؟ - لا يهم الآن لماذا .. فما يجب أن تعرفه هو أنني متزوجة على سنة الله ورسوله.. - نعم..أعرف.. ولكن للزواج أصول وقوانين .. - وهل سالت مريم نفس السؤال يا نعمان ؟ - لا ..أنت تعلمين أن الفرق بينكما كبير..هي من فصيلة وأنت من أخرى - لقد فات الأوان على هذا الكلام ..وأرجوك أن تتفهم وضعي.. أعيش في هذا البيت مع أحمد وزوجاته الثلاث..كلهن فتيات من عمري كما ترى - أنا لم أرى أي شيئ فجميعهن مغلفات في أقمشة سوداء لا تظهر منهن سوى العيون.!! لكن أخبريني يا مريم ..أين طموحك ؟ أين أحلامك ؟ - لم أعد أطمح لشيئ سوى أن يهدي الله على يدي بعض العاصيات فيتبن ويوفقني تعالى إلى فعل الخير .. - أليست أمك أولى بخيرك من غيرها ؟ - طبعا ..وأنا لست مقصرة معها ..أزورها كل أسبوع وأقدم لها معونة الجماعة ككل شهر .. إنك لا تعرف ما أعيشه يا أخي ..ولن تفهم ..لن تفهم.. - هيا يجب أن تذهبي معي فالوالدة مريضة جدا ..إن الجميع هناك .. لقد طلبت رؤيتك ..قبل أن ت - قبل ماذا ؟؟ أمي ..هل هي بخير ؟؟!! - لا أبدا .. إنها تحتضر يا ناديا..هيا يجب أن نسرع - حاضر ..حاضر .. أمي ..ماذا ولكن يجب أن أطلب الإذن من أحمد قبل مغادرة البيت.. - وأين هو الآن؟ - إنه بالمسجد ..في أول زقاق عند رأس هذا الشارع .. - سأذهب وأسأل عنه .. - أرجوك يا أخي أطلب منه الإذن باصطحابي إلى البيت ..يا ويلي يا أمي أمي حبيبتي..يا رب يا رب دخل نعمان إلى فناء المسجد الصغير..فلم يجد أحدا بداخله , حاول البحث عن شخص ليسأله عن الشيخ أحمد لكن دون جدوى ..ثم فجأة سمع حديث بعض الأشخاص في إحدى الغرف فاقترب من الباب وطرقه طرقا خفيفا - السلام عليكم يا أخي..من أنت ؟ وعمن تبحث ؟ - أنا نعمان إبن الحسين ..صهر الشيخ أحمد ..هل هو موجود ؟ - مرحبا بصهري العزيز ..وأخيرا جمعتنا بك الأقدار..كيف أحوال والدتك ؟ - إنها مريضة .. بل إنها تحتضر - إنا لله وإنا إليه راجعون ..أعانها الله على سكرات الموت..وما الذي جاء بك إلى هنا ..هل رق قلبك وانشرح للإسلام ..؟ - أنا لم أكفر يا شيخ أحمد ..ما زلت مسلما .. - مجرد لقب ..أنت وأمثالك يا صهري العزيز تحملون من الإسلام اللقب .. فقط اللقب - أرجوك ليس عندي وقت لهذا الكلام ..فأمي على فراش الموت وتريد رؤية ناديا قبل تسلم الروح - مستحيل..إن ذهابها إلى بيتكم مخالف للشرع.. - ماذا تقول يا سيد احمد - السيد هو الله .. وإسمي الشيخ أحمد من فضلك يا .. نعمان