اختار رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، منصة ذراعه النقابي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، لتوجيه مدفعيته الثقيلة نحو خصمه السياسي الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، واصفا إياه ب"الصگع" الذي تسبب في إخراج حزبه من الحكومة. وقال بنكيران، ضمن احتفالات نقابته بفاتح ماي اليوم بالدار البيضاء، قاصدا شباط "داك الصگع خرج على راسو، وخرج صحابو من الحكومة، واستعمل في ذلك مسيرة للبشر، وبعض الحمير". وأبدى رئيس الحكومة استغرابه من سعي كريم غلاب لرئاسة مجلس النواب في الأغلبية والمعارضة، مخاطبا حليفه الاستقلالي السابق، "ما حشمتو بغيتو تاخذوا رئاسة البرلمان، دايرين بحال المنشار طالع واكل نازل واكل"، معتبرا إياه النقابي الوحيد الذي لا يحترم إطاره رغم تحاوره معه. واتهم بنكيران الكاتب العام لنقابة الاستقلال بأنه يرغم المواطنين على حضور أنشطته ب 50 درهم وتوفير الحافلات، مؤكدا أنه "حتى لو نظم أكبر مسيرة في تاريخ البشرية لن يخيفني، لأني لا أخاف من الخوى الخاوي"، وفق تعبيره. رئيس الحكومة عاد إلى مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي في جامعة فاس، مستغربا من الذين يروجون لكونه سافر لجنازته بأموال الدولة، "وحتى لو كان الأمر كذلك، فأين المشكل أليس هذا شاب مغربي"، يتساءل بنكيران الذي أقسم بأغلظ أيمانه أن "مصاريف الرحلة لم تكن من المال العام. "تيارنا رفض الصراع، ولم يأت كالزلازل والبراكين والمصائب التي تأتي دفعة واحدة"، يقول بنكيران الذي اعتبر أن التيار الإسلامي المعتدل الذي يتزعمه، ينقصه شهداء دليلا على أحقية مساره، مضيفا "مستعدون للموت في سبيل الله، والهدف أن تبقى بلدنا محفوظة وتتمتع بمرجعيتها الإسلامية والنظام الملكي". وفي هذا السياق استنكر رئيس الحكومة مطالب بعض الأحزاب باستقالة وزيره في التعليم العالي، متهما "بعض الذين حرضوا على جريمة قتل الطالب الحسناوي بأنهم موجودون في أماكن ترى وتظهر"، معربا عن شكره "لجلالة الملك الذي يحفظنا من العفاريت التي لو كنا معها وجها لوجه ما عرف أشنو نديرو معاهم". بنكيران عاد لمهاجمة حزب الأصالة والمعاصرة، معتبرا أنهم "بعدما بصموا هيمنتهم على الجماعات المحلية، حاولوا كسرنا في عدد من المدن"، مشيرا أن "السياسة أخلاق، ولن تنجح بالمكر والخداع والمؤمرات التي أعرف أن ذلك ماكياج لن ينفع". على حد قوله. وطالب بنكيران بالاعتناء بالفقراء وخصوصا في الدعم، "لأننا لا نريد أن نعيش خوف 20 فبراير"، مسجلا أنه "لم يعد ممكنا دعم الأغنياء بصندوق المقاصة، والذي يستفيد منه 80 في المائة الأغنياء، ولا يمكن أن يظل الفقير كما كان عليه".