مُني تحالف يمين الوسط الحاكم في فرنسا بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي بخسارة في أولى جولات الانتخابات المحلية في البلاد. وأظهرت التقديرات الأولية لمعهد " تي إن إس سوفري" حصول المعارضة الاشتراكية على 30% من الأصوات مقابل 7ر26% لصالح حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" بزعامة ساركوزي. وحصل حزب " أوروبا إيكولوجي" المعني بالشئون البيئية على 3ر13% من الأصوات ، بينما حصل حزب " الجبهة الوطنية جان-ماري لو با " المناهضة للهجرة على ما يقدر بنحو 12% من الأصوات. يذكر أن من بين الأشياء الأكثر أهمية في الجولة الثانية من الانتخابات التي تجرى الأحد المقبل حصول الأحزاب المختلفة من اليسار الفرنسي على ما يقدر بنحو 5ر50% من الأصوات. وبدأت مفاوضات تشكيل اللائحة الجديدة بين أحزاب اليسار المختلفة في وقت متأخر أمس الأحد. ويمثل التصويت صفعة قوية علي وجه ساركوزي لأن غالبية الناخبين الفرنسيين يعتبرون أن السياسات الاقتصادية لحكومته كانت فاشلة. وبلغت نسبة الإقبال على الانتخابات نحو 47% من بين 44 مليون ناخب فرنسي تضمهم قوائم الانتخابات ، وهو ثاني أقل إقبال قياسي يتم تسجيله في الانتخابات. وكانت نسبة التصويت قد بلغت في انتخابات عام 2004 نحو 60% من الناخبين المسجلين. بينما كانت نسبة المشاركة في انتخابات عام 1998 نحو 58% . ويخوض الانتخابات أكثر من 20500 مرشح مسجلين في 254 قائمة ، في منافسة على 1880 مقعدا في المجالس المحلية . وفي هذه الانتخابات ، إذا لم تحصل أي قائمة من المرشحين على نسبة تزيد على 50% من الأصوات - فإن أعلى قائمتين في نسبة الأصوات وأي قائمة تحصل على نسبة تزيد على 10% من الأصوات ستخوض الجولة الثانية والمقررة في 21 مارس الجاري. وسعى ساركوزي للتقليل من أهمية الانتخابات قائلا انها لن يكون لها تأثير على مسيرته الاصلاحية لكن حجم الخسارة المتوقعة يمكن أن يعطي الاشتراكيين دفعة قوية بعد سنوات من الصراع الداخلي. ويزيد معدل البطالة في فرنسا عن عشرة في المئة وتتعرض الماليات العامة لضغوط متزايدة كما قوض الجدل بشأن عدد من القضايا بداية من الرواتب الباهظة للمسؤولين التنفيذيين الى الامن والهجرة شعبية ساركوزي. وقال ساركوزي إن الانتخابات تدور حول القضايا المحلية واستبعد أي تغيير كبير في تشكيلة حكومته لكنه قال الأسبوع الماضي انه "سينتبه" لما يقوله الناخبون وان من المحتمل اجراء بعض التغييرات بالحكومة.