أقدمت إدارة كلية العلوم بنمسيك يوم الخميس الماضي على منع الإعلامي والباحث السياسي عبد الرحمن خيزران من إلقاء مُحاضرة حول موضوع "الشباب والمشاركة السياسية" في إطار فعاليا الأسبوع الثقافي الخامس عشر الذي يُنظمه طلبة الكلية في الفترة الممتدة ما بين 8 و 13 مارس 2010. شجب وغضب ومقاطعة للدراسة... وفي خطوة احتجاجية على قرار المنع الذي طال هذه المحاضرة نظم طلبة الكلية وقفة تطورت لمسيرة احتجاجية جابت أرجاء الكلية لتُختتم بحلقية خارج أسوارها، حيث رفع الطلبة مجموعة من الشعارات المنددة بهذا القرار "الجائر" مؤكدين بذلك عزمهم على مواصلة نضالهم لانتزاع حقوقهم، كما قام الطلبة كذلك بمقاطعة للدراسة في الفترة ما بين 11:30 و 13:00 وصلت نسبتها لأكثر من 90 بالمائة في تعبير على استيائهم الكبير. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة الأستاذ عبد الرحمن خيزران الصحفي والباحث السياسي أكد فيها على أن هناك علاقة جدلية بين منع المحاضرات السياسية و الأنشطة الثقافية عموما وعدم توفير الفضاء السياسي لمشاركة الشباب في العمل السياسي، كما ربط عزوف الشباب عن المشاركة السياسية إلى كون أن الفضاء السياسي غير مؤطر دموقراطيا. وتنوعت أساليب التنديد بتنوع أساليب المنع، فقد ألف أحد الطلبة قصيدة شعرية عبر فيها عن مدى استيائه عن هذا التصرف المُشين والذي اعتبره وصمة عار في جبين بلدنا المغرب، ليُدم مجموعة من الطلبة مسرحية فكاهية تعكس الواقع الذي يعيشونه داخل الكلية في ظل ما أسموه في مسرحيتهم "موت التعليم". أسبوع المنع والتعسف... وحسب بعض المصادر المطلعة فإن المنع قاد طال مجموعة من الأنشطة التي تضمنها برنامج هذا الأسبوع الثقافي والتي تنوعت بين محاضرات ومُسابقات ثقافية ومجموعة من الأروقة التي كان الحس الدراسي حاضرا فيها بقوة في الرواقين العلمي والدراسي، كما تنوعت كذلك أساليب التضييق التي نهجتها الإدارة ضد هذه الأنشطة فابتداء بغلق القاعات في وجه الطلبة مرورا بقطع التيار والمنع من حصول على الطاولات والكراسي لتصل لدرجة التهديد بالاعتقال والإحالة على المجلس التأديبي خصوصا بعدما احتج بعض أعضاء مكتب التعاضدية التابع للمنظمة النقابية الإتحاد الوطني لطلبة المغرب على هذه الحالة المزرية. كما أن حُمى المنع تجاوزت كلية العلوم بنمسيك بالدار البيضاء لتحط الرحال بمدينة المحمدية، حيث أقدمت قوات الأمن على منع وقفة احتجاجية دعى لها مكتب فرع الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بالمركب الجامعي المحمدية للاحتجاج على مجموعة من المشاكل التي يعانيها الطلاب على مستوى النقل الجامعي، ليسفر هذا التدخل عن اعتقال الطالب عادل الرباع الكاتب العام لمكتب فرع الإتحاد. عزيمة وتضامن... وفي ظل هذه الأوضاع المُتوترة لازال الطلبة مُصرين على إتمام أسبوعهم الثقافي في نُسخته الخامسة عشر وكذلك المُطالبة بحقوقهم غير آبهين بما يُمارس في حقهم من منع وتعسف، وهذا ما عبروا عنه في أكثر من موقف، فحينما يُقطع التيار الكهربائي تجدهم يتسارعون لإحضار مولد للكهرباء وإن مُنعوا من المدرجات جعلوا من ساحة الكلية مسرحا لإبراز مواهبهم الفنية. وفي نفس السياق أكد عضو مكتب تعاضدية كلية العلوم بنمسيك:"كما تشاهدون هذا المنع الذي طال أسبوعنا الثقافي جاء بعد مجموعة من الحوارات مع الإدارة في شخص العميد والذي عبرت بالكلمة الصريحة عن عدم رغبته في أن تحتضن الكلية مثل هذه الأنشطة الثقافية" واستطرد قائلا:"إن أنشطتنا تتنوع بين محاضرات دراسية وأخرى ثقافية وسياسية إلى جانب مسابقات في الشطرنج وغيره مما يفيد الطلبة"، وأكد كذلك على عزم مكتب التعاضدية رفقة طلبة كلية العلوم بنمسيك على مواصلة النضال لأجل انتزاع حق الطلبة في تنظيم الأنشطة وغيرها من الحقوق المهضومة حيث قال:"نحن مُصرون معية الجماهير الطلابية الصامدة على المُضي قُدما في مسيرتنا النضالية لانتزاع حقوقنا، ومُصرون على إتمام أسبوعنا الثقافي فهذا إرث خلفه لنا طلبة ضحوا بالغالي والنفيس، سنُكمل أسبوعنا وسننظم أمسيتنا الختامية ولنا ثقة كبيرة في الجماهير الطلابية التي لم ولن تتخلى عن ممثليها في الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، وإن إرادة الطلبة لن تنال منها التهديدات والاعتقالات وإنها عقبة واقتحام حتى النصر".