أكدت النقابة الوطنية للتعليم العالي بمدينة فاس أن الجريمة التي ذهب ضحيتها الطالب عبد الرحيم الحسناوي في رحاب كلية الحقوق بفاس، "تستهدف صرف الجامعة عن وظيفتها، وحرفها عن رسالتها المتمثلة في إنتاج المعرفة وصناعة النخب، وتحويلها إلى فضاء للقتل والتصفية الجسدية". وأدانت النقابة التعليمية، في بلاغ توصلت به هسبريس، مختلف أشكال العنف وتمظهراتها في الحرم الجامعي، مبدية تضامنها مع "جميع ضحايا سلوك العنف والترهيب والتقتيل أيا كانت مبرراتها ومصادرها، وأيا كانت مواقع الضحايا وصفاتهم". ودعا المصدر ذاته جميع المكونات والفعاليات الجامعية، للتفكير في بلورة إستراتيجية ملائمة لمحاصرة ومواجهة ظاهرة العنف، محملا المسؤولية السياسية لبعض الجهات التي أذكت الصراع، وحرضت على ارتكاب الجريمة" وفق تعبير النقابة. ولم يفت النقابة الوطنية للتعليم العالي أن تحمل أيضا كامل المسؤولية فيما وقع للجهات المعنية لعدم قيامها بواجبها في حماية المرفق العام، وعدم القدرة على توفير الأمن اللازم والحماية الضرورية لجميع المرتفقين بالمؤسسات الجامعية". ولفت فرع النقابة الوطنية للتعليم العالي بفاس إلى أنه مافتئ يتابع بقلق متزايد التطورات الخطيرة والمتفاعلة في المشهد الجامعي، والمتمثلة في المضايقات والتهديدات والاعتداءات التي تعرض لها مجموعة من الأساتذة الباحثين بمختلف المؤسسات الجامعية وخاصة بكلية العلوم ظهر المهراز، من طرف فصيل طلابي معين. واتهمت النقابة الفصيل الطلابي القاعدي بكونه "اعتمد كل أشكال الإخضاع، واستعمل جميع وسائل الضغط النفسي والتهديد والترهيب والقذف والسب والتعنيف في حق الأساتذة لابتزازهم وتركيعهم أثناء قيامهم بواجبهم المهني" على حد تعبيرها. وكان الطالب، عبد الرحيم الحسناوي، الذي كان منتميا قيد حياته، إلى منظمة التجديد الطلابِي، قد قتل الخميس المنصرم، ووقع جريحان أجريت لهمَا عمليتان جراحيتَان، ما دفع محكمَة الاستئناف في فاس إلى فتح تحقيق في الأحداث، حيث يُتهم طلبة من لواء يسمى "البرنامج المرحلي" بالضلوع في حادثَة "الخميس الأسود" بظهر المهراز.