استنكرت هيآت نقابية وسياسية، مظاهر العنف الطلابي الذي تشهدها في الأيام الأخيرة جامعة سيدي محمد بن عبد الله. وسجلت منظمة التجديد الطلابي، بمناسبة انعقاد لجنتها التنفيذية أول أمس بالرباط، عودة "العنف الفصائلي إلى الساحة الجامعية، والمس بحرمة الجامعة –أكادير، فاس، مراكش..-، ودعت المنظمة كافة المكونات الطلابية، إلى "تغليب مصلحة الطلاب والجامعة على الحسابات الايديولوجية والسياسية الضيقة"، وفي نفس السياق، عقد الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بفاس، اجتماعين لتدارس ما سماه ب"التطورات الخطيرة والمستجدات المتفاعلة في المشهد الجامعي الجهوي، والمتمثلة أساسا في تنامي ظاهرة العنف في الحرم الجامعي، والذي دخل منعطفا خطيرا غير مسبوق في تاريخ الجامعة الوطنية"، يقول بيان للنقابة، والذي ندد بكل "أشكال العنف، أيا كانت مصادرها وأسبابها وخلفياتها"، وأعلن الأساتذة الجامعيون عن تضامنهم مع ضحايا العنف بالجامعة، كما اعتبروا أن هذه السلوكات، "انتهاكا جسيما لحرمة المؤسسات الجامعية، تستهدف صرف الجامعة عن وظيفتها ورسالتها المتمثلة في إنتاج المعرفة وصناعة النخب"، وشددوا على أن "الفضاء الجامعي، فضاء مشترك بين ثلاثة مكونات أساسية، وهي الإطار البيداغوجي والمكون الإداري والفاعل الطلابي"، واعتبرت النقابة الوطنية للتعليم العالي، أن "المدخل الحقيقي للحل الشامل والشمولي والجذري لمختلف الإشكالات والمعضلات التي تعيشها الجامعة، يمر عبر فتح حوار حقيقي وجاد، مع جميع الفاعلين بالمؤسسات الجامعية، بدون استثناء أو إقصاء"، وطالب الأساتذة الجامعيون من الجهات المعنية، بتوفير جميع الشروط الضرورية والأساسية للاشتغال العلمي والإداري والبيداغوجي والطلابي، مع "القطع مع المنطق المتجاوز الذي كان يحكم المسؤولين في التعاطي مع قضايا التعليم العالي والبحث العلمي"، يقول بيان للفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي. البيان المذكور، أعلن أيضا عن "تضامنه التام مع الأستاذ، منسق ماستر النص الأدبي ومناهج دراسته بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز"، واستنكاره لما "يتعرض له من مضايقات واعتداءات". من جهة أخرى، استنكرت الكتابة الإقليمية للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان بفاس، ما اعتبرته "فوضى عارمة فرضتها عصابات القاعديين، التي اتخذت من العنف الثوري شعارا، ومن تأزيم الأوضاع بدل الحوار الطلابي سبيلا"، وتحدث بيان للدائرة السياسية بفاس، عن "انتهاج أسلوب المواجهات الدامية والميلشيات المسلحة بالسلاسل والسيوف"، كما تطرق البيان لما تعرض له فصيل طلبة العدل والإحسان، من عمليتين إرهابيتين أولاهما بتاريخ 30 نونبر 2011 وثانيهما يوم الجمعة الأخير، حيث تعرض خلاهما عشرة طلبة للضرب والجرح بالسلاسل والسيوف، مما خلف إصابات خطيرة لدى معظمهم، وجعل الساحة الجامعية على شفا بركان لولا لطف الله، وحكمة من اتخذوا لنفسهم نبذ العنف شعارا".