ارتفعت حصيلة خسائر الزلزال المدمر الذي ضرب تشيلي السبت إلى85 قتيلاً، فيما سادت حالة من الهلع بين السكان خوفًا من موجات "تسونامي" محتملة قد تضرب البلاد خلال الساعات القليلة القادمة. وتسبب الزلزال، الذي بلغت شدته 8.8 درجة على مقياس ريختر، مما يجعله بمستويات كارثية تفوق ما تعرضت له هايتي قبل أشهر، في قَطْع خدمات الكهرباء والهاتف عن مناطق واسعة في الدولة الواقعة في غرب أمريكا الجنوبية وتمتد كشريط على الساحل الشرقي للمحيط الهادئ. وفي وقت أشارت فيه مصالح الأرصاد الأمريكية إلى أن مركز الزلزال يقع على بُعْد 341 كيلومترًا جنوبي العاصمة سانتياجو، صدرت تحذيرات من موجات مدّ بحري "تسونامي" على طول السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية، إلى جانب القطب الجنوبي وأستراليا واليابان وروسيا. ورجّحت رئيسة تشيلي، ميشيل باشليه، تصاعد حصيلة الخسائر البشرية خلال الساعات المقبلة، ودعت سكان المناطق الساحلية إلى التوجُّه نحو مناطق أكثر ارتفاعًا خشية موجات المدّ جراء الزلزال، الذي شعر بها سكان العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس. وتشير التقارير إلى أنّ مركز الزلزال قريب من مدينة "كونسابسيون"، ثانِي أكبر البلاد، والتي تضمّ أكثر من 200 ألف نسمة يعتقد أنّهم كانوا في منازلهم بسبب وقوع الهزات في ساعات الليل. بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن". وسجلت بعض سواحل تشيلي وقوع موجات تسونامي محدودة، لم يتجاوز ارتفاعها تسعة أقدام، بينما رفعت حالات التأهُّب لمراقبة المدّ في كوستاريكا وبنما والقارة القطبية الجنوبية. يذكر أن تشيلي تعرضت لأقوى زلزال معروف في التاريخ الحديث، وذلك في مايو 1960، وبلغت قوته آنذاك 9.5 درجات، وأدّى إلى مقتل 1655 شخصًا. وكانت هايتي الواقعة في البحر الكاريبي، شمالي قارة أمريكا اللاتينية، قد تعرّضت لزلزال مدمر في الثاني عشر من يناير الماضي، وبلغت قوته 7.9 درجة بحسب مقياس ريختر، أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 212 ألف قتيل، وفقًا لما صرّح به رئيس وزراء هايتي، جان ماكس بيلفريف.