ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الكبير الذي ضرب وسط تشيلي الى 300 قتيل حسب إعلان المركز الوطني للطوارئ. وقالت الرئيسة التشيلية ميشيل باشيليه، التي اعلنت المنطقة الوسطى من البلاد منطقة كوارث، "ان مليوني شخص قد تضرروا بهذا الزلزال القوي الذي اصاب البلاد. وقد عد الزلزال احد اقوى الزلازل التي اصابت الارض في هذا القرن اذ بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر لقياس قوة الزلازل، وتسبب في دمار كبير شمل البنايات والطرق في مناطق متعددة في تشيلي وبضمنها العاصمة التي اندلعت النار في احد مصانع الكيماويات فيها. وانقطعت امدادات الماء والكهرباء وخطوط الهاتف وتضرر مئات الالاف من السكان، ويقول شهود عيان إن الناس تسير فى الشوارع هائمة على وجهها، بعضهم فى حالة ذهول وآخرون يبكون نتيجة الدمار الذي لحق بمنازلهم. وفضل عشرات السكان البقاءس خارج منازلهم خشية المزيد من الانهيارات بسبب الهزات الارتدادية. كما تضرر العديد من البلدان الواقعة على المحيط الهادئ بالامواج العالية اثر (التسونامي) الذي اعقب الزلزال.وضربت امواج بلغ ارتفاعها 1.8 مترا شواطئ بولينيزيا الفرنسية، ولم تصل بعد اية تقاريرعن الاضرارالتي تسببت بها. وتلقى السكان في هاواي وتاهيتي ونيوزيلندا تحذيرات بالانتقال الى الاراضي المرتفعة بعيدا عن الشواطئ خشية تأثيرات امواج تسونامي العالية. بيد ان هذه التحذيرات قد الغيت في وقت لاحق في جزيرة هاواي. تسونامي بعد الزلزال ووقع الزلزال في الساعة 06.34 بتوقيت جرينتش فجر السبت في منطقة تبعد بنحو 115 كيلومترا عن شمال شرقي مدينة كونسيبسيون وبنحو 325 كيلومترا عن جنوب غربي العاصمة سانتياغو. ويعد هذا الزلزال اكبر زلزال ضرب تشيلي خلال الخمسين عام الماضية. وقد قتل 85 شخصا على الاقل في منطقة ماولي وحدها حسب افادات صحفيين محليين هناك.كما ذكر العديد من الوفيات الاخرى في مناطق سانتياغو وبيوبيو ومناطق تشيلية اخرى. واظهرت صورا تلفزيونية انهيار الجسر الرئيسي على نهر بيوبيو في مدينة كونسيبسيون .وذكر التلفزيون التشيلي المحلي ان فرق الانقاذ قد وجدت صعوبات جمة في الوصول الى مدينة كونسيبسيون المنكوبة بسبب الدمار الذي تعرضت له البنى التحتية. وفي العاصمة سانتياغو قتل 13 شخصا وانهار العديد من البنايات وبضمنها مرآب للسيارات تحطمت فيه العشرات من السيارات المتوقفة فيه. كما اندلعت النيران في مصنع للمواد الكيماوية في ضواحي المدينة مما قاد الى عملية اخلاء للاحياء المحيطة به. وقال مسؤولون إن مطار سانتياغو الدولي سيغلق لمدة 72 ساعة على الاقل بسبب الاضرار التي اصابت مبنى المسافرين الرئيسي فيه. ويتم حاليا تحويل الرحلات الجوية القادمة الى مطار مدينة مندوزا في الارجنتين. و دعت الرئيسة التشيلية المواطنين الى التحلي بالهدوء.قائلة "نحن نعمل كل ما في وسعنا ضمن امكانياتنا". واضافت بأن "موجة عاتية" قد ضربت مجموعة جزر خوان فرنانديز، وان هناك العديد من المفقودين، مضيفة بأن هذه الامواج قد تصل قريبا الى جزر ايستر في المحيط الهادئ. ونصحت سكان المناطق الساحلية بالتوجه الى الاراضي المرتفعة في حالة وقوع هزات ارتدادية، وحذرت المواطنين من مغبة استخدام الطرق الخارجية حيث ان الكثير منها انقطع بسبب انهيار الجسور. هزات ارتدادية واشارت تقارير اعلامية الى ان سفينتين للاغاثة في طريقها الى تشيلي. وقال احد سكان منطقة تشيلان الواقعة على مبعدة 100 كيلومتر عن مركز الزلزال للتلفزيون التشيلي المحلي ان الهزة استمرت لحوالي دقيقتين. واشار سكان اخرون ان الاتصالات قد تضررت بيد ان امدادات الماء مازالت متوفرة. ويصعب الوصول الى العديد من مواقع الانترنت ومحطات الاذاعة التشيلية. وفي واشنطن اشار الرئيس الامريكي باراك اوباما الى ان الولاياتالمتحدة جاهزة لمساعدة سلطات التشيلية في عمليات الاغاثة اذا طلبت الحكومة التشيلية مثل هذه المساعدة. وقال مركز البحث الجيولوجي الامريكي (USGS ) ان الزلزال ضرب في عمق يصل الى 35 كيلومترا. كما سجلت على الاقل ثمان هزات ارتدادية اكبرها بقوة 6.9 في الساعة الثامنة ودقيقة واحدة بتوقيت جرينتش. واشار المركز الى ان موجات تسونامي قد لوحظت في فالباراسيو الى الغرب من سانتياغو بموجات وصل ارتفاعها الى 1.69 مترا عن المستوى المعتاد للموجات البحرية. وقال احد الصحفيين المحليين من مدينة تيموكو الواقعة على مبعدة 600 كيلومترا الى الجنوب من سانتياغو في التلفزيون التشيلي الوطني ان العديد من السكان هناك قد تركوا بيوتهم وقرروا قضاء الليلة في العراء، وان العديد منهم قد افترشوا الشوارع وهم يبكون. يذكر ان تشيلي تقع على حافة ما يسمى "حلقة النار" في المحيط الهادئ، التي تتعرض بشكل مستمر للزلازل كونها منطقة التقاء صفيحتي المحيط الهادئ وامريكا الجنوبية. وكانت تشيلي قد عانت من اقوى زلزال في القرن العشرين الذي ضرب مدينة فالديفيا عام 1960 وكان بقوة 9.5 درجة وادى الى مقتل 1655 شخصا.