مظهر من مظاهر التعالي والتكبر على هذا الشعب المغلوب على أمره يعبر عنه عمدة فاس المعروف بخرحاته الكاريكاتورية بعد أن أعلن الحرب على الخمر بفاس، ليعلن من خلالها قداسة مدينة فاس بمقدار قداسة الأماكن المقدسة بالشرق، كما جاء في جريدة هسبرس الإلكترونية. شباط بخرجته الأخيرة لم يعبر إلا عما يختلج في صدور " الفواسة" و ما تختزنه قلوبهم تجاه المغاربة. فبعد مهزلة " 12 قرنا على تأسيس الدولة المغربية" والتي حظيت بتأييد الجهات العليا في البلاد والتي أسسوا لها الجمعية السيئة الذكر لأجل تبذير المال العام وترسيم عملية ترسيخ المغالطات التاريخية ، العنصرية، بأذهان الأجيال القادمة من المغاربة، نجد أنفسنا أمام مهزلة أخرى، لي اليقين أنها ستنال حظها من التأييد الذي نالته سابقتها وأكثر: "إعلان فاس مدينة مقدسة". أكيد أن نسبة ليست بالقليلة لن تتفق مع فكرة محاربة الخمر مع أي جهة كانت في المغرب، وأولها أصحاب المصانع الذين لا تخفى هويتهم عن أحد، وذلك لأن الكثير من المغاربة يقتاتون منها ويعيلون منها أسرا لا دخل لها سوى ما يجنونه منها، وعلاوة على ذلك فما تتنتجه مصانع الخمر بالمغرب موجه للإستهلاك الوطني "، وتقدر بعض الأوساط نقاط البيع المختلفة للمشروبات الكحولية بحوالي 80 ألف نقطة ، وهي تشغل ما يقارب 500 ألف شخص، أي أن اقتصاد الكحول في الوقت الراهن يخلق نصف مليون منصب شغل قار، ناهيك عن مناصب الشغل الموسمية وغير القارة. و برسم سنة 2009 ضخ انتاج وبيع الكحول في خزينة الدولة 791 مليون درهم ، وهو رقم مرشح إلى الإرتفاع في السنوات المقبلة بعد زيادة الرسوم على بيع المشروبات الكحولية التي ارتفع سعرها بعد دخول قانون المالية الجديد حيز التنفيذ ." فحصان الطرودة الذي ركبوه هذه المرة لإعلان مهزلة أخرى من مهازلهم بقيادة السيد العمدة اختاروه أعرجا لا يجيد الركض. فمنذ خروج الاستعمار الفرنسي من المغرب بعد أن مكن لهم وأمن لهم المناصب والثروات، لم يجد المغاربة بدا من إعلان حنقهم من سيطرة هؤلاء على كل شئ، و من أساليبهم التي لا يمكننا أن نصفها إلا بالقذرة لاستغلالهم سذاجتنا وإيماننا بوطنيتهم لحصد المزيد من الجاه والقوة من خلال التعيينات في المناصب العليا والسيطرة على دائرة القرارالتي ترى فيهم حماية لمصالحها. إعلان فاس مدينة مقدسة، كما أعلن الشيخ العلامة شباط رضي الله عنه وعن تابعيه، ستغني الكثير من المغاربة الذين كان حلمعم الصلاة بالمسجد الأقصى أو حج بيت الله من عناء و مشقة السفر وأتعابه المادية، و سيحجون إلى "الحرم الثالث" للصلاة بمسجد أهل فاس الأعظم. وإذا ما حالف الحظ بعضهم التقى الشيخ شباط ليقبل يديه وينال من بركته. حارب الخمر يا شباط، لكن خارج التحالفات الديماغوجية والانتخابوية. وكي أعبر هن رأيي الصريح أقول إن المغرب في حاجة إلى رجال نزهاء أقوياء يقدسون و يحبون هذا الشعب أولا و الوطن وما يليه ثانيا. رجال لا رجعيين يدافعون عن حريات المغاربة الفردية و يؤمنون أمنه الاجتماعي. أما خزعبلاتكم يا أهل السيايات الفاشلة فمآلها الفشل و لو سلحتم لذلك جيوش عرمرم. ولن تفاجئنا الغرابة يوما إذا سمعنا شباط أوأحدا من أهله يعلنون أن المهدي المنتظر قد خرج من أهل فاس، بل سنضحك ملء أشداقنا من سذاجة وأمية حكام آخر الزمان.