شنّ مرتادون لمواقع التواصل الاجتماعيّة انتقادات على انتشار صورة لامرأة "نصف منقبة"، وُصفت ب "الجهادية"، وهي تجلس على سرير يحمل غطاؤه الأسود، ووسادتَاه من ذات اللون، شعار "لا اله الا الله محمد رسول الله"، واعتبرت أنها "غُرفة مخصصة لجهاد النكاح في سوريا". الصورة التي أثارت غضب المُتتبّعين عرفت انتشارا واسعا في موقعيّ "فايسبوك" و"تويتر"، مصحوبة بعبارات مستهجنة من قبيل "لماذا كل هذا العداء على دين متسامح اعترف بكل الديانات السابقة ؟"، وأخرى مثل "لا حول ولا قوة إلا بالله تشويه ممنهج للإسلام"، و"حسبنا الله ونعم الوكيل فيها وفي لي يروج الإشعاعات على المجاهدين". ورد بعض رواد موقع فيسبوك على انتشار الصورة بالقول إنها "مفبركة" ومركبة بطريقة احترافية "ترمي إلى تشويه صورة الإسلام والمجاهدين في سوريا". في المقابل، قال متابعون آخرون إن هذه الصورة "توضح أن الغاية الكبرى من ذهاب مجاهدين إلى سوريا هو جهاد النكاح وليس القتال الحقيقي"، فيما تابع آخر قائلا: "ما فيها مشكل.. شرعية مية في المية". وكانت قضية "جهاد النكاح" في سوريا قد أثيرت بشدة، مطلع العام الماضي، حين نسبت فتوى للداعية السعودي الشهير محمد العريفي، تدعو إلى "نفير النساء إلى سوريا بغرض إشباع الرغبات الجنسية للمجاهدين المنتمين لكتائب جهادية معارضة للنظام السوري، لاعتبار أن هذا النوع من الزواج جهادا في سبيل الله". وسبق لقضية "زواج النكاح" أن أثارت ضجة كبيرة أيضا في تونس، قبل أشهر، حين تناقلت وسائل إعلام تونسية وعربية شهادات صادمة لعائلة تونسية كشفت عن سفر إحدى بناتها إلى سوريا بغرض الزواج بمقاتلين إسلاميين "نكاحا جهاديا"، قبل أن يخرج وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، بتصريح يقول فيه بذهاب تونسيات إلى سوريا وممارستهن الجنس تحت مسمى "جهاد النكاح" ويعُدن حوامل. إلا أن كتائب "الجيش الحر" السوري و"جبهة النصرة" أصدرا نفياً بوجود "مجاهدات النكاح" في سوريا، حيث اعتُبٍر الأمر "فبركة إعلامية"، فيما أشارت المعارضة المسلحة إلى أن "جهاد النكاح" يعد "زنا كامل الأركان وليس جهادا".