فِي مسعًى إلى الطمأنة على مستقبل مصر السياسي، قال وزير الدفاع المصري السابق، المرشح لانتخابات الرئاسة، المشير عبد الفتاح السيسي، أنه "بصرفِ النظر عمن يكون الرئيس القادم لمصر "الذي لا نعرفه"، لن يكون بمقدور أحد استدعاء ما قبل ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق، حسني مبارك. طمأنة السيسي تأتِي فيما يكادُ يجمع مراقبون على أن السيسي سيظفرُ بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراءها في السادس والعشرين والسابع والعشرين من يونيو القادم، لما يتمتع به من شعبية بين المناوئين للرئيس المعزول، محمد مرسي، الذي أعلن أنصاره مقاطعتهم للانتخابات، متهمين أجهزة الدولة بالعمل لصالح وصول السيسي إلى قصر الرئاسة، وهو ما تفنده السلطة في الوقت الراهن. السيسي استرسلَ فِي لقائه وفدًا من أعضاء المجلس القومي للمرأة، أمس، أنَّ "لا عودة إلى الوراء، وأنَّ الشعب المصري الذى خرج في ثورتين عظيمتين، في إشارة إلى 25 يناير و30 يونيو،لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه أو يتحكم في مصيره، سيمَا عقبما شهدته البلاد من تطور سياسي ضخم على مدار السنوات المنصرمة"، بحسب بيان لحملته الانتخابية لم يكشف عن مكان اللقاء. السيسي الذي استقال الشهر الفائت من منصب وزير الدفاع وأعلن اعتزامه الترشح للرئاسة، ردَّ على سؤال بشأن تخوف البعض من تأسيس نظام حكم شمولي غير ديمقراطي خلال الفترة المقبلة، بأنه "لا مكان للحكم الشمولي في مصر المستقبل على الإطلاق". وتابع السيسي أنَّ "الرأي العام هو من يقود مصر في الوقت الراهن، والحالة المصرية لن تسمح بأن يكون هناك من يقود الدولة المصرية بنظام شمولي، أو يتم إدارتها بطريقة غير ديمقراطية". أمَّا الخطاب الديني في مصر، فرأى السيسي أنهُ "يحتاج إلى مراجعة كبيرة حتى تنفض الاشكاليات الخاصة به، ولا يصل بنا الحال إلى ما نحن عليه الآن، حيث نجد من يحاول حرق برج كهرباء ، أو اقتحام مستشفى ، أو القتل والقيام بأعمال عنف باسم الدين". المرشحُ الأقوى في مصر زادَ أن البلادَ تحتاج مبالغ مالية تترواح بين 430 مليار دولار و573 مليار دولار، لحل مشكلاتها في الوقت الحالي، مضيفًا أنَّ ذلكَ "لن يتحقق بجهود شخص بمفرده على الإطلاق، ولكن من خلال العمل الجماعي والتعاون المشترك، والإنتاج من أجل مستقبل مصر". في سياقٍ ذي صلة أردف المتحدث أنَّ "مسئولية الحكم ثقيلة جدا وأمانة عظيمة ينبغي أن يدرك الجميع قدرها، فهناك الكثير من المظالم والمشكلات ، والقضايا التي تعترض طريق أبناء 90 مليون مواطن مصريفي الفترة الحالية". يذكر أنَّ السيسي والسياسي الناصري، حمدين صباحي، والمحامي، رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، من أبرز من أعلنوا نيتهم الترشح لرئاسة مصر؛ التي تشكلُ إحدى خطوات خارطة الطريق الانتقالية، المعلن عنها من لدن الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، في الثامن يوليو الماضي، وتشملُ موازاةً مع ذلكَ الاستفتاء على تعديلات دستورية جرى إقرارها منتصف يناير الماضي) وإجراء انتخابات لاختيار أعضاء مجلس النواب في وقتٍ لم يعلن عنه بعد.