بعدما انهمرت علينا أمطار المسلسلات التركية المد بلجة ، وقبلها المكسيكية والهندية . ها هو تلفزيون الواقع اللبناني يسرق الأضواء عبر جل الأقطار العربية ومن ضمنها المغرب ، ببرنامجه المفتوح 24 ساعة على 24 ساعة (.قسمة ونصيب). هذا البرنامج السحري الذي حاول من خلال بثه اليومي دون انقطاع، أن يخلق الحدث ، وأن يسترعي انتباه الكثير من الفتيات والسيدات.. ، وبالتالي رفع مؤشر المشاهدة إلى حدوده القصوى عبر التراب ليس المغربي فقط بل المغاربي والعربي أيضا.. من خلال الفضاءات والاستوديوهات التصويرية التي خصصت للمشاركين الباحثين عن زوجات رفقة أمهاتهم، والمشاركات الباحثات عن أزواج.. من خلال المشاهدة والملاحظة يتبن مدى قيمة الميزانية المالية المرصودة لمثل هذا البرنامج ، والذي يسعى منتجوه إلى جني ثمار أرباحه عن طريق الاستشهار لمجموعة من منتوجات الشركات العربية والدولية ، وجني ثماره أيضا عن طريق الاستثمار في ميدان الاتصالات سواء منها السمعية / البصرية أو المعلوماتية . ضف إلى ذلك السهرات التي يقوم بتنشيطها ثلة من المختصين في شتى المجالات ، إضافة إلى الفنانين و الفنانات الذين يحيون سهراتها التي تقوم على أساس التصويت للمشاركين والمشاركات من أجل الاستمرار في البرنامج أو الخروج منه ، عبر تقنية التحكيم من داخل أسرة البرنامج، وتقنية التحكيم عبر الرسائل القصيرة المؤدى عنها من قبل الجماهير. لقد حاول فعلا بعض المنتجين المغاربة وضع بصمة تميز على البرامج التي أنتجوها وأخص بالذكر هنا برنامجي "للا لعروسة" و " كوميديا شو" ل : للإعلامي والصحفي : رمزي...... كمنتج والذي أبان من خلالهما عبر طاقم فني وتقني وإعلامي متمرس ما يمكن أن يقدمه المغرب من برامج رائدة في مجال تلفزيون الواقع. ولم لا نقول بأن فكرة برنامج : ( قسمة ونصيب) شبيهة بالبرنامج المغربي الشهير :( للا لعروسة) والذي أقدم على تصالح المشاهدين مع تلفزتهم الوطنية ، انطلاقا من مواده التي تمتح من عادات وتقاليد وتراث وتاريخ الأمة. كما أن برنامج" كوميديا شو" فتح الأبواب على مصراعيها للشباب للتعبير عما يخالج ذواتهم من تفجير طاقاتهم الإبداعية عن طريق الكوميديا التي نالت رضا المشاهدين وذلك عبر ارتفاع مؤشر المشاهدة إلى حدوده القصوى. فالعقل المغربي مبدع وخلاق إن هيأت له ظروف و إمكانيات العمل.وما الجوائز المحصل عليهما بالنسبة للبرنامجين لدليل على توفر المواصفات الإبداعية والفنية المطلوبة ( وإن كان هناك نظر..). جميل أن يدخل المغرب تجربة البرامج التلفزيونية الدولية ، والتي ترصد لها ميزانيات مهمة حسب طبيعة كل برنامج : ثقافي / ترفيهي / سياسي / تنشيطي / غنائي /.. عبر فسح المجال للشباب لاكتشاف المواهب وصقلها، واحتضانها ، والذهاب بعيدا في تأطيرها وتكوينها، لتكون عبرة للناشئة لتذوق الفنون وتشربها بعيدا عن كل ما ينعطف بها إلى طريق الانحراف ، وليس الاحتراف.؟!. فإذا كانت لنا هذه الإمكانية : أي إنتاج برامج تلفزيون" الواقع والوقائع " وهي تجربة رائدة. لماذا نعبر البحار ، ونترك فتياتنا وشاباتنا ونساءنا يسحرون لما هو قادم من هنالك ، عبر طريق" لحريك" لمشاهدة برنامج يرصد الأحداث أول بأول انطلاقا من الصباح إلى ما بعد العشاء مما جعل معظم الأزواج ينتفضون على زوجاتهم بسبب إهمالهم للشق الحياتي المتعلق بالبيت، وخاصة ما يتعلق به من حيث الاهتمام ببرامج الأكل والشرب ، ومراعاة الأطفال وكذا الأزواج.. الذين أصبح العديد منهم قاب قوسين أو أدنى من الحلال الذي أبغضه الله .. فهلا انتبه منتجونا لهذا الأمر ، وشمروا على ا لسواعد لفتح أوراش عملية ،لخلق حركة فنية ودورة اقتصادية ، لجيش عرمرم من الطواقم الفنية والتقنية ؟.