"يجب أن نخرج مرتاحين لأن الديمقراطية هي التي انتصرت وما يمكنني أن أقوله هو أننا عشنا عرسا ديمقراطيا بامتياز"، هكذا اختار قيدوم النواب في الغرفة الأولى الاتحادي عبد الواحد الراضي أن يعلن رشيد الطالبي العلمي عن حزب التجمع الوطني للاحرار المنتمي للأغلبية عشية اليوم الجمعة رئيسا جديدا لمجلس النواب خلال الدورة الربيعية لما تبقى من الولاية التشريعية التاسعة 2011-2016، بأغلبية النواب خلفا على للاستقلالي كريم غلاب. العلمي وبعدما تم إعلان اسمه رئيسا أكد بلغة شاعرية استعداده لخدمة جميع النواب أغلبية ومعارضة، مؤكدا أن يده ممدودة للجميع لمواصلة "ما ينتظر المؤسسة التشريعية من عمل في ولاية مؤسسة في ظل الرهانات التي على البرلمان إنجازها". الرئيس الجديد لمجلس النواب أعلن في كلمته التي كانت معدة سلفا، أنه سيعسى ليكون البرلمان ملكا للجميع عبر انفتاحها على المجتمع، مشددا على ضرورة ضمان دينامية المؤسسة التشريعية وحضورها ضمن المؤسسات في ظل التزام بالدستور. فعلى مدى قرابة الأربع ساعات شهدت جلسة انتخابات رئيس مجلس النواب العديد من المواقف والكواليس، بعضها نتيجة للاحتكاكات بين الاغلبية والمعارضة بسبب المنافسة المحمومة التي سبقت الانتخابات بأيام وذلك بعدما أعلن غلاب ترشحه ضد مرشح الأغلبية الطالبي العلمي. كلمات مسيئة للشكر في ورقة ملغاة مع إعلان نتائج انتخابات رئاسة مجلس النواب، كشف عبد الواحد الراضي أن 225 برلمانيا صوت لمرشح الأغلبية، مقابل 147 صوت للرئيس السابق للمجلس كريم غلاب، فيما أعلن صوتين ملغيين، وفي هذا الاتجاه كشفت مصادر مطلعة لهسبريس قريبة من لجنة الفرز، أن إحدى الورقتين حملت عبارات مسيئة للكاتب الأولى للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر فيما كانت الورقة الثانية فارغة. وأطلع الراضي الملاحظين على العبارات التي وصفت بالجارحة التي تضمنتها ورقة التصويت، التي استهدفت الكاتب الاول لحزب الودرة، والتي اعتبرت "غير أخلاقية ولا تمث بصلة للثقافة الديمقراطية". منافسة قوية بين الاغلبية والمعارضة على طريقة المباريات الكروية القوية شهدت جلسة التصويت منافسة قوية، بين فرق الاغلبية والمعارضة من خلال عدد التشنجات التي رافقت عملية اختيار رئيس مجلس النواب، فقبل دقائق من بداية الجلسة التي انطلقت مع الساعة الرابعة زوالا، التحق النواب بمقاعدهم الخاصة وفي مقدمتها نواب الأحرار الذين ينتمي لهم الطالبي العلمي والذين التحقوا في وقت مبكر دون أن يسجلوا أي غياب. ورافق دخول كل من المرشحين كريم غلاب ورشيد الطالبي العلمي، تصفيقات وتصفيقات مضادة من طرف الأغلبية والمعارضة، في الوقت الذي اختارت فيه الأغلبية توجيه رسالة مفادها رضى جميع نوابها بقرار الأغلبية وذلك بعد دخول القيادي التجمعي مصطفى المنصوري الذي سبق أن أعلن رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران أنه كان مع ترشحه. واختار العلمي والمنصوري العناق للتأكيد على تبديد الخلافات بينهما، بينما ارتفعت تصفيقات نواب الاغلبية وخصوصا فريق العدالة والتنمية الذي أبدى حماسة زائدة للحركة بين القياديين التجمعيين. شباط ولشكر.. التنسيق أولا ما إن لمح الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، حليفه الاستراتيجي في المعارضة إدريس لشكر الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي داخل قاعة الجلسات العامة بمجلس النواب، حتى توجه نحو معنقا إياه أمام أعين المصورين الذين انهالوا عليهم بالصور، في رسالة مباشرة لحكومة عبد الإله بنكيران مفادها أن التنسيق بينهما ماض حتى ولو ظهرت بعض عيوبه على مستوى الفريقين البرلمانيين بسبب عدم تحكم لشكر في نوابه. تصويت المنصوري يغضب المعارضة لم يجد القيادي التجمعي مصطفى المنصوري غير التصويت علنا أمام أنظار زميله الطالبي العلمي كنوع من تبرئة للذمة، والتأكيد على أن القرار الحزبي ملزم له، حيث عمد إلى كشف ورقة تصويته لمرشح الاغلبية رقم أن النظام الداخلي لمجلس النواب يؤكد على سرية التصويت، وهو ما أغضب كثيرا المعارضة التي احتجت بعدما التقطت صورا لعملية التصويت العلني. احتجاج المعارضة جاء من خلال تجوال الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط بآلة التصوير التي التقطت عملية التصويت العلني، مبديا امتعاضه من طريقة تصويت المنصوري، وهو الامر الذي اعتبره رئيس الفريق الاستقلالي نور الدين مضيان إخلالا بالنظام الداخلي، قبل أن يتدخل رئيس الجلسة عبد الواحد الراضي وينبه النواب إلى ضرورة الالتزام بالمقتضيات القانونية للانتخاب. خلافات رئاسة الفريق تشق الاتحاديين بدت الخلافات بين الكاتب الأول للاتحاد إدريس لشكر ورئيس الفريق البرلماني أحمد الزايدي على رئاسة الفريق البرلماني واضحة للعيان، فخلافا لجميع الجلسات التي كان يتقدم خلالها الزايدي النواب في المقاعد الأولى، اختار رئيس فريق الوردة التواري للخلف حتى لا يحتك بالكاتب الأول الذي تقدم نواب الوردة. وبدى الانقسام داخل البيت الاتحادي واضحا باختيار قيادة تيار الديمقراطية والانفتاح، عدم الاحتكاك بالكاتب الاول حتى أنهما لم يتبادلا التحايا كما هو في كل الجلسات.