نفى الممثل العالمي المغربي سعيد تغماوي إساءته للمسلمين في الدراما التلفزيونية "بيت صدام the house of saddam"، الذي جسد فيه شخصية برزان التكريتي. وأشار تغماوي -أحد أبطال المسلسل الأمريكي lost- لmbc.net إلى أنه بصدد العمل على مشروع فيلم عن الرحالة الشهير "ابن بطوطة"، بحيث يكون مزيجا من طريقة عمل فيلمي "الرسالة" و"المصارع". ورفض تغماوي -خلال زيارته إلى أبو ظبي الخميس 14 يناير الجاري- الانتقادات التي طالت دوره في "بيت صدام"، خاصة ممن اتهموه بأنه يسيء للمسلمين، قائلا إن الممثل ليس سياسيا حتى عندما يعكس السياسة في أدواره، مضيفا "نستخدم الفن، لكن الأفلام لا تغير الواقع، الذي يغير هو القانون والسياسة والسلاح، وليست الأفلام. الفن يعكس الواقع كالمرآة". وتوجه لمنتقديه بالقول: "أنا أعمل في أهم الساحات الفنية المؤثرة (هوليوود)، وأعتز بجذوري وأحاول دائما أن أغير التوجهات والأفكار غير المنصفة السائدة عن المسلمين في السينما الغربية، أنا أفعل هذا هناك فماذا يفعل هؤلاء الذين يتحدثون دون أن يشاهدوا أفلامي، كيف يمكن لشخص أن يسمح لنفسه بتبني وجهة نظر عن مسلسل لم يشاهده؟". ووصف السائد من الأفلام العربية بأن هدفها هو حمل الناس على الضحك ولا شيء آخر، أو طرح قضايا جادة بأكليشيهات غير مقنعة. "بيت صدام" هو عمل درامي تلفزيوني تم عرضة سنة 2008م، والعمل يصور بروز ثم سقوط الرئيس العراقي صدام حسين وعائلته، ويعد العمل إنتاجا مشتركا بين ال"بي.بي.سي" وال"إتش.بي.أو". وقد أثار المسلسل جدلا كبيرا في الشارع التونسي الذي صورت فيه مشاهد هذا العمل، واعتبره بعضهم استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين. ابن بطوطة.. فيلم عالمي من جانب آخر، شدد الممثل المغربي على ضرورة لجوء العرب لإنتاج أفلام باللغة الإنجليزية وليس العربية. وقال: إن تسويق فيلم ضخم ك"ابن بطوطة" باللغة العربية لن يكون مجديا في لغة الأعمال وإمكانية الانتشار. وأوضح أن الفيلم سيشارك فيها ممثلون من معظم المناطق التي سلك خلالها ابن بطوطة رحلاته، فهناك ممثلون هنود سيمثلون دور ملك الهند وأعوانه خلال تواجد ابن بطوطة في الهند، فهو سيكون فيلما عالميا. وانتقد تغماوي الأفلام التي تطرقت لرحلة ابن بطوطة، مثل "رحلة إلى مكة"، الذي عرض العام الماضي في أبو ظبي، معتبرا أنه عالج بطريقة بسيطة مختصرة مشاهداته ورحلاته بين طنجة ومكة. ولم يخف الممثل -الذي يحمل أيضًا الجنسية الفرنسية- أن أحد أهداف زيارته الحالية إلى أبو ظبي هو البحث عن ممولين لفيلمه، الذي سيكون إنتاجا مشتركا بطبيعة الحال بين عدة جهات. وكشف أن الفيلم سيكون مزيجا من صيغة فيلم الرسالة لمصطفى العقاد وفيلم المصارع the gladiator، مشيرا إلى أن التصوير سيكون في المغرب بشكل رئيس، إضافة إلى تركيا والهند. وأضاف الممثل المغربي أنه ليس لدينا سوبرمان كما في الغرب، لكن نملك أهم الفلاسفة والعلماء في التاريخ، كل هؤلاء هم شخصيات يمكن أن نعالجها سينمائيا لنقدم من خلالهم صورتنا للغرب، منتقدا الأفلام العربية التي تستخدم بروباجندا سطحية وأكليشيهات، عندما تريد طرح قضايا سياسية. العودة إلى المغرب وقال تغماوي إنه عائد إلى المغرب الآن لعمل أفلام مغربية بعد نجاحاته في فرنسا وهوليوود، وسيطرح قضية الاغتراب والهويات الممزقة أو الحائرة، مضيفا أنه سيركز على الهموم الإنسانية التي وصفها بأنها كلمة السر في انتشار أفلامنا العربية عالميا. وتابع قائلا: لن أعمل فيلما لأضيفه لرصيدي، إنما سأقوم أنا بكتابته، موضحا أن منافذ العرب إلى العالمية قليلة، ومنها طرح قضايا غير محلية، والبحث عما نشترك فيه مع الآخرين. بدأ تغماوي مشواره الفني بفيلم "الحقد" لماتيو كاسوفيتس الحائز على جائزة أحسن إخراج في "مهرجان كان" عام 1995م، كما مثل في فيلم "مراكش إكسبريس" للمخرج جيليس ماكينون في 1997م مع الممثلة كيت وينسلت. وشارك مع جورج كلوني في فيلم "ملوك الصحراء"، كما التحق بالسلسلة الأمريكية الشهيرة "لوست lost" في موسمها الخامس. وفي 2006م شارك في بطولة فيلم "القدسJerusalem" للمخرج إيلي شوراكي، الذي صُوّر في شوارع يونانية شبيهة بالقدس، وهو إنتاج فرنسي إسرائيلي يوناني.