حوالي السادسة والنصف مساء من يوم الجمعة الماضي ، في مدينة المحمدية، قرب "تيرمينيس" طوبيس 900، شاب يرتدي سترة جلدية ملونة و يضع "كاسكيت" ، ينسل بخفة من بين المارة و يضع سكينا صغيرة بشكل عادي على رقبة فتاة تلبس معطفا أسود وتحمل حقيبة سوداء، ويقودها بيسر إلى منعطف مظلم ليسلبها ما بحوزتها، المنظر أصبح عاديا ولم يعد يثير انتباه أحد من المارة، والدليل أنه لم تكن هناك أي ردة فعل لأحد من الناس الذين وقع الأمر على مرأى ومسمع منهم، في الشارع وفي واجهة المقهى!! انفلات أمني كبير تعيشه المدينة الصغيرة، وهذه الحادثة مجرد شجرة صغيرة تخفي غابة من الإجرام، منذ إطلاق سراح بعض المجرمين الذين لم يمضوا ربع عقوبتهم المفترضة في السجن،ومنذ السماح للخمور بأن تباع علنا في الأحياء الشعبية، مشادات بالسيوف وسرقات بالإكراه و اختطافات واغتصاب، أما البوليس، فقد وجد وظيفة أمنية جديدة بدل وظيفته الأصلية ، وهي تطويق المساجد بدل حماية الناس من الإجرام والمجرمين، ففي الوقت التي تعيش فيها المدينة على إيقاع انفلات أمني خطير يستدعي وضع خطط محكمة و إعلان حالة استنفار لتأمين الناس، أصبح شغل البوليس الشاغل هو تطويق المصلين العزّل ومراقبتهم، خصوصا بعد صلاة الجمعة، مخافة القيام بوقفة ضد بيع الخمور بالمتاجر العامة!! العشرات من الشكاوي توضع يوميا عند أقسام الشرطة، وأضعاف هذا العدد من الضحايا يفضلن التزام الصمت من أجل تفادي انتقام المجرم بعد قضاء مدة عقوبته الوجيزة، أو لعدم جدوى الشكايات في أغلب الأحيان، والكل يتحدث عن مدى غياب الأمن وتفشي الجريمة وغض الجهات المعنية الطرف عن كل هذا الانفلات. فإلى متى سيستمر هذا الانفلات الأمني بمدينة المحمدية؟