ما يُناهز 30 إلى 40 في المائة من الاستهلاك الطاقي للمساجد في المغرب، والتي يقدّر عددها بنحو 45 ألفَ مسجدٍ، يذهبُ هَدرا؛ هذا ما كشفتْ عنه دراسة أوّلية أعدّتها شركة الاستثمارات الطاقية. مُعطيات الدراسة كشفت أنّ الاستهلاك الطاقي لمساجد المملكة يُمكن تخفيضه بما بين 30 إلى 40 في المائة. في هذا الصدد، أبرمتْ وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اتفاقية ترُوم التأهيل الطاقي للمساجد، في سبيل الاستعمال المعقلن للطاقة، وتجنّب تبذيرها، ويشمل التأهيل الطاقي، تركيبَ مصابيحَ ذات الاستهلاك المنخفض، وسخانات الماء الشمسية، والإنتاج الذاتي الكهربائي بواسطة النظم الفوطوفلتائية. برنامج التأهيل الطاقي للمساجد، سيشمل في المرحلة الأولى دُفْعة أولى من المساجد، مكوّنة من 1000 مسجد، من بين مجموع مساجد المملكة، التي يصل عددها إلى 45000 مسجد، وسيتمّ منْح كلّ مسجد مستفيد من برنامج التأهيل الطاقي، علامة "المسجد الأخضر"، من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بدعم من الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، على أنْ يتمّ تعميم التجربة على الصعيد الوطني. في هذا الصدد قال وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر عمارة، خلال حفل توقيع اتفاقية شراكة التأهيل الطاقي للمساجد، مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وشركة الاستثمارات الطاقية والوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية إنّ إنجاح التجربة على نطاق واسع يستدعي مساهمة كل الفاعلين في القطاعين العام والخاص لدعم برامج النجاعة الطاقية التي اعتمدها المغرب، من خلال إدماج التكنولوجيات الموفرة للطاقة وتغيير السلوكيات. واعتبرَ عمارة، أنّ قيام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للقيام بدور التحسيس والوعي بالاستهلاك المُعقلن للطاقة في المساجد "سابقة، مما سيجعل بلادنا رائدة في هذا المجال في العالم الإسلامي"؛ وأضاف وزير الطاقة والمعادن والبيئة والماء والبيئة أنّ النجاعة الطاقية "تعتبر أولوية وطنية تستدعي تضافر جهود جميع الفاعلين و المستهلكين". وفي ظلّ تزايد الإقبال على الطاقة، تروم الحكومة، من خلال إستراتيجية النجاعة الطاقية، تحقيق اقتصاد 12 في المائة من الاستهلاك الطاقي، في أفق 2020، و 15 في المائة في أفق سنة 2030، من خلال الاستعمال المعقلن للطاقة في جميع مجالات النشاط الاقتصادي والاجتماعي.