قال وزير الصحة الحسين الوردي، إنّ عددا من المدن الصغيرة والأحياء الهامشية للمدن المتوسّطة والكبيرة في المغرب، تعاني من ظروف صحية وبيئية غير سليمة، مما يؤدّي إلى ظهور وتفشّي الأمراض المنقولة عبر النواقل، مشددا على أنّ هذه الوضعية "تستدعي أنْ نواصل، بلْ تكثيف تعبئتنا وجهودنا لمحاربة الأمراض المنقولة عبر النواقل". وأوضح الوردي، اليوم الإثنين، خلال كلمة ألقاها بمناسبة اليوم العالمي للصحة، الذي خلّدتْه منظمة الصحة العالمية هذه السنة شعار "نواقل الأمراض: حشرات صغيرة تنقل أمراضا خطيرة"، (أوضح) أنّ المغرب تمكّن من القضاء على بعض الأمراض الخطيرة المتنقلة عبر النواقل، ومنها داء الملاريا المتوطّنة، الذي تمّ القضاء عليه سنة 2004، وداء البلهارسيا، الذي لم تسجّل منه أي حالة منذ سنة 2005. وإن كان المغرب قد قضَى على عدد من الأمراض المنقولة عبر النواقل، حسب وزير الصحة، إلّا أنّه دعا إلى اليقظة الدائمة، قائلا إنّ داء اللشمانيا بمختلف أنواعه ما زال منتشرا في عدّة مناطق من العالم، "وأن بلدنا معرض، كباقي بلدان العالم، إلى التوسع الجغرافي للأمراض المنقولة بالنواقل"، وعزا ذلك إلى التمدن السريع والعشوائي الذي تغيب عنه البنيات التحتية الأساسية وكذا التغيرات المناخية التي قد تساهم في تكاثر الحشرات والجرذان الناقلة للأمراض. وبخصوص التدابير المستقبلية التي تعتزم وزارة الصحة اتخاذها، لتفادي ظهور الأمراض المنقولة عبر النواقل، قال وزير الصحة إنّ الوزارة بلورت، من خلال الخطّة الإستراتيجية للوزارة، والتي تمتدّ ما بين 2012 و 2016، خطة عمل تروم تطوير التدبير المندمج لمكافحة النواقل عبر تبني مقاربة التدبير المندمج لمكافحة النواقل من طرف جميع جهات وأقاليم المملكة. وأوضح أنّ الوزارة ستعمل على تعديل قانون المبيدات الزراعية بشراكة مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، قصد بلورة قانون جديد ينظم استعمال جميع أنواع المبيدات، مع التتبع المنتظم لحساسية النواقل اتجاه المبيدات المستعملة من طرف مصالح وزارة الصحة، لرصد بروز ظواهر المقاومة وضمان نجاعة عمليات الرش بالمبيدات، وعلى الرصد المنتظم للحالة الصحية للأعوان والتقنيين المكلفين بعمليات رش المبيدات. وتشير أرقام منظمة الصحة العالمي إلى أنّ عدد الحالات المشخّصة سنويا، والمتعلقة بالأمراض المنقولة عبر النواقل، مثل الملاريا واللشمانيا وحمّى الضنك والبلهارسيا، تصل إلى أكثر من مليار حالة إصابة سنويا، كما تُودي بحياة ما يزيد على مليون شخص سنويا؛ ويتسبب داء الملاريا كلّ سنة في أكثر من 600 لف شخص، في جميع أنحاء العالم، معظمهم من الأطفال دون سنّ الخامسة.