بعد صدور مقالين لي على موقع هيسبريس تناولت فيهما ما يعتقده بعض المنسوبين لجماعة العدل والإحسان حول رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ، ومقال أخير أشرت فيه إلى بعض الأحاديث الضعيفة في كتاب الإحسان لعبد السلام ياسين ، بعد أن حاجني فيه أحد منهم ، توالت التعقيبات والتعليقات والملاحظ منها بعد دراسة عامة لها أن كل المعارضين لما كتبت اتهموا شخصي ونيتي ومرادي وقصدي من الكتابة باعتبار أنني عميل للدولة وأن الدولة هي التي دفعتني وأنا مجرد مخزني أبغي المال منها ، وهذه كلها اتهامات تخص شخصيتي لا موضوع مقالي ، وفي الحقيقة هذه المقالات أظهرت حقيقة بعض المنتسبين للجماعة وصادقوا وأكدوا بحق ما جاء في مقالي الأول ، فالمتذكر لما قلته فيه : أن كل من عارضهم أو خالفهم اتهموه في عرضه وشخصه ونيته ، وجاءت تعليقاتهم مصداقا لما قلت ، بل وصل بهم الحال وخصوصا في المدينة التي أقطن بها إلى أن ينشروا وثيقة بين الناس حتى يمنعوني من الإمامة في أحد المساجد التي هي في طور الإنجاز وهم الآن يحاولون إيجاد حل لتلك المؤامرة والمكيدة حتى لا ينكشف أمرهم بأن الوثيقة المعترض فيها علي صادرة من الأشخاص المنسوبين للجماعة في المدينة ، وهذا دليل على خسة في النفس وخبث في النية ، نحن والحمد لله نحب الناس ويحبوننا وليس بيننا وبينهم إلا الخير والمعروف ، ونحن أبنائهم وهم الأدرى بنا بكم ولن تلاقوا إلا الفشل في مكيدتكم هذه ، ووالله لربي ناصري عليكم ، فنيتي أولا وآخرا لله جل في علاه ونيتكم فاسدة ، وأدعوا ربي العظيم أن يأخذ كلا منكم على نيته فإن كانت مكرا مكر بكم وإن كانت سوءا قابلكم بما هو أهل لكم . ولكن أهكذا تردون على من يخالفكم الرأي ويعارضكم الفكرة ؟ ألا تردون رد الرأي والفكرة ؟ لما تردون بالمكر والخديعة ؟ ولكن ( اعملوا ماشئتم إن الله بما تعملون خبير ) ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) ما كنت أتوقع أن يكون هذا ردكم ، وإنما توقعت رجلا منكم يرد بالحجة ويقارع بالبرهان ، حتى إذا كنت عوجا قومتموني أو مخطئا صوبتموني ، ولكن أبيتم طريق الحجة والبرهان وخلصتم إلى طريق المكر والخديعة . أهذا صنيعكم ، تألبون الناس علينا ، تجمعونهم ليعترضونا ويخرجونا ، بئس الصنيع هذا فإنه صنيع قريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حاجهم بالحق فأبوا ترك الباطل الذي عندهم ، فإنهم أخذوا يطرقون كل باب ، ويجمعون كل شيخ وشاب ، حتى يقولوا لمحمد إنك كاذب مرتاب . افعلوا ما شئتم فالحق أحلى في النفوس الأبية من الشمس في رائعة النهار ، الحق لا ينثني ولا ينحني ، إنما يسير في طريقه قيما لا عوج فيه ، قويا لا ضعف فيه ، صريحا لا مداورة فيه ، الحق له قوته وصدقه وثباته ، والباطل له زهوقه واندحاره وجلاؤه ، ومن طبيعة الصدق أن يحيى ويثبت ومن طبيعة الباطل أن يتوارى ويخبت . مهما بدا للباطل وللزيف صولة ودولة ، فإنه ينتفخ وينتفج وينتفش ، لأنه لا يطمئن إلى حقيقة والحق له العقبى وله البقاء . إن كلمة الحق الطيبة كالشجرة الطيبة ثابتة سامقة مثمرة ثابتة لا تزعزعها الأعاصير ولا تعصف بها رياح الباطل ولا تقوى عليها معاول الطغيان . والكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة قد تهيج وتتعالى وتتشابك ويخيل إلى بعض الناس أنها أضخم من الشجرة الطيبة وأقوى ولكنها تظل نافشة هشة لا قرار لها ولا بقاء . والحق الأصيل لا يموت ولا يزوى مهما زحمه الشر والزيف وأخذ عليه الطريق ، إن الخير بخير وإن الشر بشر ، والحق يدوم والباطل يزهق ، وسنرى من منا حق ومن منا باطل . وانتظروا منا ما يكشف عواركم بالحجة والبرهان لا بالمكر والخديعة والبطلان . [email protected] http://[email protected]