كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان ( إلى جماعة العدل والإحسان : رسول الله لا يرى يقظة http://hespress.com/?browser=view&EgyxpID=17307 ) وأدرجته في نيتي التي لا يعلمها إلا الله وحده في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وللقرآء الأفاضل الحرية في أن يفهموها كيفما شاءوا ، إما طلبا للمال أو إرضاءا للدولة ، ولكن الله سبحانه هو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأقول كما قال الولي الصالح أويس القرني [ إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدع للمؤمن صديقا ، نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا ويجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين حتى والله لقد رموني بالعظائم وأيم الله لا أدع أن أقوم فيهم بحقه ] ( الاعتصام 1/39 ) ولكني جعلت عرضي فداءا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والراد على أهل البدع مجاهد في سبيل الله . وقد أنكر علي العديد من المعلقين من طريقة معالجتي للموضوع وخلصوا إلى أنني حاقد على جماعة العدل والإحسان وناقم عليها وأتمنى زوالها ، وهذا ليس له من الصحة شيء ، فإذا ما رآنا البعض نغضب فإنما ذلك لانتهاك محارم الله سبحانه وإذا لم نغضب لهذا فلمن نغضب إذا . إن أي مسلم غيور على دينه ومحب لرسوله إذا سمع قائلا يقول ( رأيت النبي مقطوع الرأس فصار يبحث في ركام من الرؤوس حتى وجد رأس عبد السلام ياسين فأخذه ووضعه وصار يمشي به في الناس ) أو سمع قائلا يقول ( رأيت فيما يرى النائم أني في صحراء تنتابني حيرة وكان الوقت ضحى فإذا برسول الله يأتي ممتطيا فرسا أبيض فنزل ثم أخذ بيد سيدي عبد السلام ثم أركبه الفرس وقال له :انطلق ، ثم نظر إلى رسول الله ثم سألته عن هذا الذي حدث فقال لي : هذا هو الذي يكمل الطريق من بعدي ) ( لهم البشرى موقع : www.yassine.net ) فجعل رسول الله سائسا يسرج الحصان لعبد السلام ، فأي رجل في قلبه ذرة من حب لرسول الله ينكر هذا الخبال ويستفزه هذا الاعتداء على رسول الله ، كيف لا يغضب من يسمع هذا ، فوالله لو سمع هذا عمر رضي الله عنه لقطع رؤوسهم وشهر بهم أمام الملأ . ألم يكن لزاما على المشرفين على الموقع ألا ينشروا هذا الكذب وقد كان ابن عباس يتحرز من الرؤيا ولا يصدق أحدا جاء بها حتى ينعث له الرجل الذي جاءه مناما ، أخرج الإمام أحمد في المسند عن يزيد الفارسي قال : رأيت رسول الله في النوم زمن ابن عباس فقلت لابن عباس : إني رأيت رسول الله في النوم ، قال ابن عباس : فإن رسول الله كان يقول "إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني" فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت ، قال : قلت : نعم ، رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه اسمر إلى البياض حسن المضحك أكمل العينين جميل الدوائر قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره ، قال عوف : لا أدري ما كان مع هذا من النعت ، قال : فقال ابن عباس : لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا . ( المسند 3472 ) وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي قال : صف لي الذي رايته ، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال : لم تره وسنده صحيح . فما قولك لو قال له رجل : رأيت النبي مقطوع الرأس ؟ ثم رأيت العديد من التلبيس والتدليس في كلام بعض المعلقين وأردت أن أبينه في مقال هذا على الشكل التالي : أولا : لا يحتج بكلام أحد على كلام رسول الله : يعلم جميع من قرأ مقالي أنني احتججت بقول رسول الله "أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني" والحديث صحيح أخرجه أحمد في المسند ( 12915 ) وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 7108 ) وأخرجه الدارمي في كتاب المقدمة ( 2800) ونفي الرؤية واضح في الحديث ولا إشكال فيه ، وهذا رأيي وقد جئت فيه بدليل صريح وواضح فأين دليل من يخالفني ؟ لكن ترى من يريد أن ينتصر لرأيه يأتيني بقول السيوطي وابن عجينة وغيرهم ، ويلكم ما هذا الخبال والضلال : أقول لكم قال رسول الله وتقولون لي قال السيوطي قال ابن عجيبة ؟ فهذا الحق ليس به خفاء ï فدعني من بنيات الطريق وقد قال الشافعي [ إذا صح الحديث فهو مذهبي ] وقال [ إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله فقولوا بسنة رسول الله ودعوا ما قلت ]( مناقب الشافعي للبيهقي 1/472 ) ويقول [ كل حديث عن النبي فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ] ( آداب الشافعي ص : 94 ) . وقول أعلام الهدى لا يعمل ï بقولنا بدون نص يقبل فيه دليل الأخذ بالحديث ï وذاك في القديم والحديث قال أبو حنيفة الإمام ï لا ينبغي لمن له إسلام أخذا بأقوالي حتى تعرضا ï على الكتاب والحديث المرتضى ومالك إمام دار الهجرة ï قال وقد أشار نحو الحجرة كل كلام منه ذو قبول ï ومنه مرود سوى الرسول والشافعي قال إن رأيتم ï قولي مخالفا لما رويتم من الحديث فاضربوا الجدار ï بقولي المخالف الأخبار وأحمد قال لهم لا تكتبوا ï ما قلته بل أصل ذلك اطلبوا فاسمع مقالات الهداة الأربعة ï واعمل بها فإن فيها منفعة وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [ وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينصب لهم كلاما ما يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ] ( مجموع الفتاوى 20/164 ) وقال الإمام الشاطبي [ إن تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعا ضلال وما توفيقي إلا بالله وإن الحجة القاطعة والحاكم الأعلى هو الشرع لا غيره ] ( الاعتصام 2/872 ) . وخير قول في هذا الصدد قول الله تعالى ( إنما كان قول المزمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هو المفلحون ) فهل لديكم في ذلك قول لله أو لرسوله ، مالكم إذا قلنا لكم ارجعوا أو تعالوا إلى كلام الله ورسوله صددتم عنا لكلام عبد السلام وغيره ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ) ولكنني أقول لكم ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ) . ثانيا : لا يحتج بكتاب "تنوير الحلك" للسيوطي على المسألة : رأيت الكثير من المعلقين ما بين قائل ( وما رأيك في الإمام السيوطي ، ظانين أنني لا أعلم كتابه تنوير الحلك ، وأقول لهم : هذه رسالة معلومة لولى العلم بأنه لا يحتج بشيء منها لأنه رحمه الله أعتمد فيها على النقل دون التحقيق ، وقد أكثر فيها من النقل عن غيره ، وهذا مبسوط في كتب من سبقه رحمه الله ولا يصح فيها شيء من القصص فأسانيدها كلها مطعونة من أصحاب الجرح والتعديل ( راجع كتاب الصلك في تحقيق تنوير الحلك لأبي أسامة المغربي ) وقد حذر منها العلماء ، ثم لا يخلوا أن يكون الإمام السيوطي رحمه الله قد ذكر فيها مجموعة من القصص والمرويات التي لا ترقى للسماع عند المحدثين ، وقد رُد كلام رسول الله الذي لا يثبت له إسناد فما بالك بروايات القصص التي يكذبها التاريخ قبل أن يكذبها المحققون . ثالثا : ابن حجر ينكر رؤية النبي يقظة : وقد ذكر بعض المعلقين أقوالا واستشهادات لابن حجر تفيد بأنهم لم يحسنوا القراءة أو أساؤوا الاحتجاج بها ، لأن كلام ابن حجر واضح في النفي وذلك حين قوله [ قلت : وهذا مشكل جدا ولو حمل على ظاهره – أي رؤية النبي يقظة – لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة ، ويعكر عليه أن جمعا جما رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف ] ( الفتح 12/540 ) وقال بصريح العبارة [ والذي يظهر لي أن المراد من "رآني في المنام" على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من عند الله لا الباطل الذي هو الحلم فإن الشيطان لا يتمثل بي ] ( الفتح 12/545 ) والاحتجاج بقول ابن حجر [ وعكس بعضهم وهذا كله فيمن رآه ..على أحكام غيرهم من الموتى ] ( الفتح 7/07 ) فيه نوع من الخيانة اللغوية وعدم الأمانة في نقل الكلام للاحتجاج واستئصاله من موضوع والاحتجاج به في موضوع آخر وهذا أمر مشهور استخدامه عند الجماعة ، وذلك أن ابن حجر يتكلم في هذا الموضع حول الصحبة وشروطها بحيث قال [ وهذا كله فيمن رآه وهو في قيد الحياة الدنيوية ] أي أنه من رأى النبي وهو حي من أبناء عصره فهو صحابي بلا خلاف [ أما من رآه بعد موته وقبل دفنه فالراجح أنه ليس بصحابي ] لأن الصحبة تتعلق بالوفاة لا بالنظر في اليقظة ، أي يقصد بقوله من كشف له جسد رسول الله وهو ميت لا يعد صحابيا وهو قوله [ وكذلك من كشف له عنه من الأولياء فرآه كذلك على طريق الكرامة ] فهو يتحدث عن شرط الصحابي أن يرى رسول الله حيا في الحياة لا ميتا قبل ولا بعد الدفن ، وقد بينه بقوله [ فالراجح أنه ليس بصحابي وإلا لعد من اتفق أن يرى جسده المكرم وهو في قبره المعظم ولو في هذه الأعصار ] وكأن ابن حجر يقول لك : شرط الصحبة أن ترى رسول الله حيا قبل موته ، ومن جاءني وقال لي رأيت رسول الله فليس بصحابي بمعنى لا يرى رسول الله أصلا حيا بعد وفاته حتى لا تكون الصحبة ممتدة بعده ، فنفى رؤية اليقظة بتحليل فلسفي قل من يفهمه . ثم لا يعقل أن ينفي ابن حجر رؤية النبي يقظة في العديد من المواضع ويثبتها هنا ، فهذا ليس من شيمه وصفاته رحمه الله ، ولذلك فالاحتجاج بقوله ذلك يدل على سوء فهم ونية . وهذه أقوال مجموعة من العلماء في رؤية النبي يقظة : - القاضي أبو بكر بن العربي : [ وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني الرأس حقيقة ] ( الفتح 12/538 ) . - القرطبي : [ اختلف في معنى الحديث ، فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء ، وهذا قول يدرك فساده بأوائل العقول ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في السواق ويخاطب الناس ويخاطبوه ويلزم من ذلك أن يخلوا قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره ، وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل ] ( الفتح 12/538-539 ) . - ابن التين : [ المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون بهذا مبشرا لكل من آمن به ولم يره أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته ] ( الفتح 12/539 ) . - المازري : [ أن كان المحفوظ "فكأنما رآني في اليقظة" فمعناه ظاهر ، وإن كان المحفوظ "فسيراني في اليقظة" احتمل أن يكون أراد أهل عصره ممن هاجر إليه فإنه إذا رآه في المنام جعل ذلك علامة على أنه يراه بعد ذلك في اليقظة وأوحى الله بذلك غليه صلى الله عليه وسلم ] ( الفتح 12/539 ) . - الشيخ عمر الأشقر : [ رؤية النبي يقظة لا أصل لها في الشرع ولا في واقع الحال ، وقد وقعت للصحابة أمور عظيمة بعد وفاته وكانوا في أمس الحاجة لوجوده بينهم فلم يظهر لهم ؟ ولم يروه وهو أحب الناس إليهم وهم أحب الناس إليه ] ( لجنة الفتوى موقع إسلام أولاين ) . - الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي : قال في شرح الحكمة الرابعة والعشرين بعد المائة ( كيف تخترق لك العوائد وأنت لم تخرق من نفسك العوائد ؟ ) [ ثم إن هذا الذي يقوله ابن عطاء الله رحمه الله تعالى ، يصلح أن يكون خطابا لكثير من الشيوخ الذين يحترفون التصوف والطرق الصوفية اليوم ، سبيلا إلى الحصول على مزيد من المال والشهرة ، ضاقت بهم السبل الدنيوية إلى ما ابتغوه من ذلك ، فركبوا إليه مطية الدين ، واحترفوا مشيخة طريقة من الطرق الصوفية .. دأبهم في المجالس التي يجتمعون إليهم فيها التلامذة والمريدين ، أن ينوهوا بأنفسهم وأن يلفتوا الأنظار إلى ما يتمتعون به من مكانة عالية عند الله ، من خلال كثير من الدلائل التي تؤكد ذلك منها – بل في مقدمتها – ما قد يدعيه أحدهم من الاجتماع برسول الله في اليقظة بين الحين والآخر ، وما قد ينقله عنه لهم من أحاديث وأخبار اختصه بها ، ولم يطلع عليها أحدا من أصحابه الذين رووا عنه ما دونه المحدثون ونقلوه عنهم ، وأنت تعلم أن الشأن في هذه الدعوى إذا فتح بابها أن تميع الشريعة الإسلامية وأن يستبدل بها غيرها مما يدعى هؤلاء الدجاجلة نقله طازجا من فم رسول الله ، فهو إذن باب جديد من أبواب النسخ يصطنعه هؤلاء الشيوخ كذبا وزورا على رسول الله ، ولقد كان في الناس من ينقل لي عن بعض الشيوخ في هذا العصر دعوى لقائهم برسول الله يقظة لا مناما ، فكنت أرتاب في هذه النقول وأحملها على محمل المبالغة أو التشنيع على بعض الصالحين من المربين والسالكين إلى الله ، ثم أقبل إلي من العلماء الثقاة الصالحين الذين لا أرتاب في صدق أخبارهم من أكد لي صحة هذا الخبر عن كثير ممن يصطنعون مشيخة الطرق الصوفية وما يسمونه الوراثة المحمدية ، مواعظهم ونصائحهم للمريدين تدور على دعاوى ما يتمتعون به من كرامات وما قد خصهم الله به من أعاجيب الخوارق ، وفي مقدمتها رؤية رسول الله والجلوس إليه يقظة وعيانا ، ولم يكن في العصور الخالية التي كانت الدولة الإسلامية تنهض فيها بمسؤولياتها في حراسة الإسلام وحماية مبادئه وقيمه ، من يجرؤ على التلبس بمثل هذا الدجل لقد كان الذي يدعي رؤية رسول الله يقظة يعرض لعقاب التعزير ، فإن نقل عنه ما يخالف الشرع أو يناقض بعض ما صح الحديث عنه ضوعف العقاب في حقه واستعلن القضاء ذلك في الناس ليكون عبرة وتحذيرا للآخرين أما اليوم وقد تحولت الدولة الإسلامية الواحدة إلى دول متفرقة شتى ولم يعد الاهتمام بالإسلام وحراسة حدوده ومبادئه داخلا في سلم أولوياتها ، إلا ما قد يتصل من ذلك بالأطر والمظاهر والمحافظة على الأسماء والشعارات ، فقد غدت ساحات العمل الإسلامي العلمية منها والتربوية والسلوكية مرتعا لكل عابث وموئلا لكل ذي غرض لم يجد في الوسائل الأخرى سبيلا إليه ] ( 3/394-395-396 ) . رابعا : الضار والنافع هو الله سبحانه : وجد في بعض المعلقين من يقول ( احذر دعوات الأولياء ) وأقول لهم قال تعالى ( ويخوفونك بالذين من دونه ) أنه إذا أضلني الله فلن يهديني ولي وإذا هداني الله فلن يضلني ولي ، الضار والنافع هو الله جل في علاه ، أما أولئك القوم الذين اتخذوا أوليائهم أربابا من دون الله فلا فلاح لهم في الدنيا والآخرة . وأخيرا أقول : تمنينا لو بدلت الجماعة هذا الجهد في نصرة القدس وتحرير الأقصى لا الافتراء على الرسل وتدجين الناس بوهم 2006 أو 2010 . [email protected] http://[email protected]