نظمت منظمة التجديد الطلابي ، فرع الرباط ، محاضرة من تاطير الأستاذ والمفكر والبرلماني ابي زيد المقرئ الادريسي ، حول وضعية التعليم بالمغرب ، تحت عنوان : "التعليم بالمغرب .. بين الأزمة والإصلاح ". وقد احتضن هذه المحاضرة الحي الجامعي السويسي الاول، ليلة الأربعاء الماضي. وتاتي هذه المحاضرة كما جاء في كلمة المسير، في اطار اهتمام المنظمة بملف التعليم العالي بالمغرب خصوصا في ظل الازمة التي يعيشها، و توالي المشاريع الإصلاحية المتطرقة له. هذا، وقد ركز المحاضر في تدخله على ، ان مقاربته لهذه الوضعية ليست رؤية مقارنة بتجارب إصلاحية و نهضوية في قطاع التعليم في دول أخرى، بل على ضوء حجم الجهد والميزانية المخصصين لهذا القطاع الذي يلتهم 26% من الميزانية ، كما هو مقرر في مشروع قانون المالية لسنة 2010. واستغرب المحاضر من ان هذا الانفاق الحكومي الضخم تستهلكه ميزانية الىتسيير، ومن كون المشاريع والمخططات الحكومية لا زالت فاشلة في حل معضلات كمية تتعلق بالهدر المدرسي المرتفع و نسبة الالتحاق الهزيلة جدا. واقترح ابو زيد الادريسي، في تصوره للحلول الكفيلة باصلاح المنظومة التعليمية الوطنية ، ان تتوفر الارادة السياسية الحقيقية لدى الدولة المغربية، من خلال اسناد تسيير القطاع لاطر ذات خبرة في المجال، و تغيير نفسيتها و عقليتها المشحونة بالخوف من النخب المتعلمة ،على حد قول المحاضر، و كذا عبر مواجهة الضغوط والاملاءات الاجنبية التي تبدو من خلال المضامين الجديدة للمقررات الدراسية ، معتبرا ذلك مظهرا من تمظهرات التبعية للغرب و لفرنسا على وجه الخصوص . كما لم يفته التنبيه على اهمية ورش محو الامية ، "فلا حديث عن التعليم بدون محو الامية"، وانتقد هزالة الاعتمادات المالية المخصصة لهذا القطاع. كما شدد المقرئ الادريسي، على ضرورة اعادة ربط العلم بالدين، بما يخول مواجهة العديد من الاشكالات المرتبطة بالغش، وظاهرة الموظفين الاشباح، و سرقة البحوث العلمية ، والتحرش الجنسي بالطالبات.