في حلقة لا تخلو من قفشات فكاهية ظهر حسن الفد، بوجه لم يظهر به فيما سبق من حوارات، متحدثا عن بداياته الأولى وقصة اكتشاف ميوله للمرح منذ سنوات دراسته، كما تحدث عن تكوينه الأكاديمي وإنتاجاته الفكاهية المعروضة فوق الخشبة وشاشات التلفزة. حسن الفد أدلى برأيه في أزمة المنظومة التعليمية بالمغرب، معتمدا في ذلك على تجربته السابقة بوصفه أستاذا لمادة الفنون التشكيلية، حيث تطرق الفد إلى مشاهداته لما أسماه انهيار النظام التربوي من الداخل، مقارنة مع الماضي الذي كان فيه الفكاهي طفلا في قاعة الدرس أمام معلمين دفعه إخلاصهم وتفانيهم في العمل إلى اختياره التدريس مهنة فيما بعد. الفد، وتفاعلا مع سؤال مرتبط بضعف الكتابة ومحدودية الحوار في سلسلة "الديوانة"، التي شخص فصول حلقاتها صحبة الكوميدي الجزائري عبد القادر السيكتور، قال إن "الفكرة جاءت حتى لا يبقى ملف العلاقات الجزائرية المغربية حكرا على السياسيين، وأن تتمكن المجتمعات من الإدلاء بدلوها في العلاقات البينية بين الجارين..". الكوميدي المغربي أرجأ ضعف الكتابة في السلسلة المذكورة إلى ما سماه "الحذر الذي توخاه الكتاب في موضوع حساس، اختاروا أن يقتصروا فيه على المواقف الإنسانية لموظفين في قطاع الجمارك بعيدا عن السياسة وألغامها" وفق تعبيره. الفنان الكوميدي لم يفته الحديث عن إشكالات الإنتاج الثقافي بالمغرب بين مسؤوليات الدولة والقطاع الخاص، واضعا الأصبع على أزمة قاعات العروض بعدد من المدن الكبرى التي لم تعد تحوي فضاء ضامنا لشروط الفرجة حيت تحدث الفنان عن أحد عروضه التي نظمها وسط خيمة بالقنيطرة، التي قال إنها "كانت تصدر المدَنِية للمغرب". "كبور"، وهو لقب الفد في سلسلة "الكوبل" الرمضانية، تحدث عن عبد الرؤوف وثنائيات قشبال وزروال وباز وبزيز وبلقاس وعبد الجبار لوزير، وعدد من الأسماء التي أسست للكوميديا في المغرب، غير أن الكوميدي لم ينف الأزمة التي تمس مجال الفرجة الفكاهية بالمغرب، معتبرا أن "الأزمة تخترق أكثر من مجال ومنها الفكاهة، وأن الفشل هو القاعدة في المغرب بينما يعتبر النجاح استثناء". برنامج "نصف ساعة" كان فرصة أيضا للحديث عن مشاريع الضيف القادمة، ومستقبل سلسلة "الكوبل"، وعلاقة حسن الفد بالممثلة، دنيا بوطازوت، وعدد من المواهب الشابة التي اشتغلت إلى جانبه، ثم توارت خلف الكواليس، وعن غلاء تذاكر العروض وغيرها من المواضيع التي كان برنامج هسبريس الحواري فرصة سانحة للخوض فيها على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس التي احتضنت تصوير فقرات الحلقة الجديدة من "نصف ساعة".