أوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن أصوات الأمة، دفنت الأيادي التي حاولت مس استقلال البلاد بسوء من خلال صناديق الاقتراع، وأن تركيا بحاجة إلى معارضة حقيقية غير المعارضة القائمة، التي تسعى إلى الاستقطاب والتمييز والتقسيم بين البشر. جاء ذلك في كلمة له من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في العاصمة التركية "أنقرة"، أضاف فيها أن كثيرا من الشعوب ترى أن نصر حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، نصر لها، كما هو حال إخوانكم في مصر وفلسطين وسوريا والبلقان، محيياً الشعب التركي "الذي صدق مع علمه ووطنه" داعياً الله أن يحمي ذلك الشعب الذي هو "أمل الأمة وشعلتها المتقدة". ونقلت وكالة الأناضول التركية عن أردوغان قوله "سبق أن قلت أنني سأترك العمل السياسي اذا لم ينجح حزبنا بالمرتبة الأولى، إلا أن زعماء المعارضة لم يفعلوا ذلك لأنهم يعيشون من خلال تلك المناصب، نحن سنبقى خدماً لأبناء شعبنا لا أسياداً عليهم، وأقول للمعارضة تعالوا لفتح صفحة جديدة من أجل مصلحة تركيا وبقائها". وأردف قائلاً : "اليوم يوم انتصار لمرحلة السلام الداخلي والأخوة، وانتصار لأهداف تركيا لعام 2023، ويوم انتصار لأبناء الشعب التركي، الذي صوت لنا أو للمعارضة، كما أن نتائج الانتخابات أكدت أن السياسة اللاأخلاقية وسياسة التسجيلات المفبركة والتسريبات فشلت في تركيا وأثبتت أنها تخسر دائماً، وكانت بمثابة ضربة قاصمة وصفعة عثمانية لن تنسى للحرس القديم والتحالفات غير الواضحة، وقد نشهد غداً فرار بعض الأشخاص من تركيا لأن البعض قام بارتكاب جريمة الخيانة ضد دولتنا خاصة وأن أفعالهم فاقت أفعال فرقة الحشاشين التي عرفت بأفعالها المشينة في العصر العباسي". واستطرد أردوغان : "أيها القابع في بنسلفانيا (في إشارة إلى فتح الله غولن دون أن يسميه) والإعلام المحابي له، ألم تقولوا أنكم تؤيدون الديمقراطية، وهاهي الديمقراطية التي أوصلت حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، وهاهو الشعب الذي أوصلنا إلى السلطة، فأين أنتم من السياسة التركية، غير السعي من أجل الفتن والفساد". وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن حادثة التنصت على وزارة الخارجية "هي حملة تجسس وخيانة، أشعرته بحزن عميق، في الوقت الذي لم يسمع فيها بأي تصريح من المعارضة، سوى التهديد بحدوث الفوضى، وتقويض الاقتصاد، مؤكدا أن تركيا دولة واحدة، لا تقبل دولة أخرى داخلها، وقد آن الأوان لاقتلاع "الكيان الموازي" من جذوره استناداً إلى القوانين". وأضاف، اليوم خسر الذين كانوا يأملون بانقلاب عسكري في تركيا والراغبون بإعادة تركيا إلى عهودها السابقة، وشدد أن تركيا لا تخضع وشعبها لا يستسلم، متمنياً النجاح لكل الفائزين، و أن يحمي الأمة التركية . وكانت تقارير إخبارية، قد أكدت أن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم تصدر النتائج الأولية بنسبة تتراوح بين 43 إلى 47% في الانتخابات المحلية معززا رصيده الذي حققه في الانتخابات السابقة عام 2009. يذكر أن حزب العدالة والتنمية كان قد فاز بالانتخابات البلدية سنة 2009، بنسبة 38,99%، ويقول مسؤولوه إن أي نتيجة تفوق 39% ستكون بمثابة انتصار.