حزن في روسيا وغضب بعد حريق في ملهى ليلي بيرم (روسيا) - رويترز ابدى الروس حزنهم أمس الاحد على مقتل 112 شخصا في حريق بملهى ليلي واعربوا عن الغضب بسبب انتهاكات قواعد الامان من الحرائق التي انحى المحققون باللائمة عليها في ابشع حريق من حيث عدد قتلاه في روسيا منذ عقود. وتسببت شرارات من الالعاب النارية في اشتعال طبقة من الخوص كانت تكسو جدران وسقف الملهى مما تسبب في تدافع أكثر من 200 من الحاضرين لمحاولتهم الوصول الى مخرج واحد ضيق. واحتجزت محكمة في بيرم صاحب الملهى واثنين من المديرين والرجل الذي نظم استعراض الالعاب النارية للاشتباه في ارتكابهم جريمة القتل الخطأ وانتهاك قواعد الامان ضد الحرائق. وطالب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بمعاقبتهم باقصى العقوبات المنصوص عليها في القانون لكن الحريق اشعل الغضب حول فشل السلطات في تطبيق قواعد الامان ضد الحرائق. وقال ليونيد رايبوف (51 عاما) بينما كان يشتري زهورا قرب الملهى في مدينة بيرم على بعد 1150 كيلومترا شرقي موسكو "السلطات مسؤولة مسؤولية مباشرة بالاضافة الى الفساد واجرام رجال الاطفاء." وقال رايبوف وغيره ممن تحلوا بالشجاعة لمواجهة البرد القارس في درجة حرارة بلغت 20 تحت الصفر من أجل وضع باقات الزهور خارج الملهى ان الفساد هو الذي سمح للملهى بتجاهل قواعد الامان ضد الحرائق لسنوات. ويلقى أكثر من 15 الف شخص حتفهم سنويا في حرائق بمختلف انحاء روسيا ويعترف مسؤولون بارزون بان عمليات التفتيش على قواعد الامان تستخدم عادة كوسيلة للمطالبة برشى من المؤسسات بدلا من فرض قواعد الامان. والى جانب القتلى هناك 123 مصابا لا يزالون في حالة خطرة بمستشفيات موسكو وسان بطرسبرج ومدن اخرى بعد نقلهم بالطائرات الى الوحدات الكبرى لعلاج الحروق. وقال الاطباء ان الكثير من الجرحى يعانون من حروق بنسبة 50 في المئة وبعضهم يعيشون على اجهزة التنفس الصناعي. وقال مسؤولون روس ان الملهى تعرض للغرامة مرتين عام 2008 لانتهاكه اجراءات الامان ودعوا لعمليات تفتيش اكثر صرامه لمنع تكرار كارثة الجمعة. ووقف ما يقرب من 30 شخصا تحت الثلوج خارج المشرحة يوم الاحد في الوقت الذي بدأت فيه مدينة بيرم دفن قتلاها في العشرينات والثلاثينات من العمر. وحريق الجمعة هو الاسوأ منذ عقود في روسيا والاسوأ في العالم منذ قتل ما يقرب من 200 شخص في حفل في العاصمة الارجنتينية بوينس أيرس عام 2004. ونكست الاعلام في المدينة وأعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاثنين يوما للحداد الوطني. وشن مفتشو قواعد الامان ضد الحرائق مداهمات على نواد أخرى في بيرم لضمان امتثالها لقواعد الامان.