تم أمس السبت بالرباط الاحتفاء بالكاتبة الصحفية زكية داوود وبإسهاماتها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وذلك خلال حفل تكريمي نظم بمناسبة اليوم العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان والذي يصادف تاسع دجنبر من كل سنة. وأعربت السيدة داوود في كلمة، خلال هذا اللقاء الذي نظمته (مجموعات نساء منظمة العفو الدولية - فرع المغرب) تحت شعار "نساء من أجل حقوق الإنسان"، عن عميق سعادتها وبالغ تأثرها لهذه الالتفاتة الطيبة. وقالت مؤسسة مجلة "لام ألف" (1966)، أن انخراطها في الدفاع عن حقوق الإنسان بصفة عامة، والنساء بصفة خاصة، أمر طبيعي يتماشى ورسالة مهنة الصحافة التي اختارتها عن قناعة وزاولتها بتفان وشغف. وأكدت السيدة داوود أن "هناك دائما فضاءات للتحرك، من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان"، مشددة على أن "الرسالة الوحيدة التي أرغب في توجيهها اليوم، هي الاستمرار في هذا الدرب وعدم التوقف، لأن هناك، على الدوام، مكتسبات يتعين تحقيقها في هذا المجال". وأجمع عدد من الفاعلين الحقوقيين وأصدقاء المحتفى بها، على أن السيدة داوود تعتبر "امرأة استثنائية" أسهمت بشكل لافت في المشهد الإعلامي بالمغرب، وانخرطت بالتزام في نشر قيم التضامن الاجتماعي والدفاع عن حقوق الإنسان بالمملكة. وأشاد هؤلاء في شهادات أدلوا بها بالمناسبة، بالخصال الإنسانية والمهنية لهذه الكاتبة "المتواضعة في تعاملها، والدؤوبة في عملها"، معتبرين أن هذه "المعلمة المضيئة تستحق أن نخصها بمكان راسخ في وجداننا وذاكرتنا الجماعية ونحن نتنسم اليوم ببعض نسائم الحرية التي حركتها صفحات مجلتها (لام ألف)". ودعوا إلى إيلاء أهمية أكبر لأعمالها ومؤلفاتها، سواء من خلال توفيرها للقارئ على نطاق أوسع، أو من خلال العمل على ترجمتها والتعريف بها في صفوف الناشئة. ويندرج هذا الحفل، حسب المنظمين، في إطار تعزيز دور النساء المدافعات عن حقوق الإنسان، وذلك من خلال الاحتفاء، كل سنة، بأحد الوجوه النسائية التي طبعت المسار الحقوقي بالمملكة. وقد صدر للسيدة زكية داوود (72 سنة) العديد من المؤلفات منها، على الخصوص، "زينب ملكة مراكش" (رواية 2004)، و"عبد الكريم الخطابي: ملحمة من ذهب ودم" (1999). وفازت السيدة داوود بجائزة المغرب للكتاب لسنة 2005 في صنف العلوم الإنسانية، عن كتابها "مغاربة من الضفة الأخرى"، وذلك مناصفة مع الكاتب عبد الإله بلمليح. كما فازت بجائزة الأطلس الكبير 2009، عن مؤلفها "سنوات لام ألف" الذي يعرض قصة تجربتها الإعلامية.