قدم الكاتب إيلي أزولاي، مؤخرا بمونريال، مؤلفه الجديد "لوماروك تير دي سانت"، "المغرب، أرض الأولياء الصالحين: تاريخ وأصل أولياء اليهود في المغرب" أمام ثلة من الكتاب والجامعيين وعدد من الفنانين وشخصيات من شتى الآفاق. وكتب المؤلف في مقدمة كتابه أنه "إذا تمكن هذا المؤلف من بلوغ الشباب اليهود المنحدرين من آباء مغاربة، ممن لا يعرفون عن المغرب وأوليائه الصالحين إلا النزر اليسير، أو ممن يجهلونه كلية، إذا تمكن من بلوغ هذا الجيل، المنغمس كلية في تقاليد وعادات بلد مسقط رأسه، والذي يفترض فيه أن يمثل حلقة ضرورية لإنقاذ هوية وتراث اليهودي المغربي، فإن سنوات عملي الدؤوب لن تكون انقضت سدى. وسأكون آنذاك بلغت هدفي وأدركت قمة ارتياحي". العودة إلى تاريخ الأولياء اليهود المغاربة يعيد المؤلف استحضار تاريخ وأصل الأولياء اليهود المغاربة عبر العصور، ويدعو إلى إعادة اكتشاف هذا الجانب من حياة اليهود المغاربة. ويعتبر إيلي أزولاي، وليد مدينة الدارالبيضاء، أن عددا من الشباب السفارديم المنحدرين من أصول مغربية يجهلون غنى التراث الثقافي والسوسيو-تاريخي الذي خلفه لهم أجدادهم، داعيا إلى مواصلة العمل التربوي دون كلل لضمان استمرارية التقاليد الدينية والثقافية اليهودية. ومن هذه الزاوية، يسعى الكتاب إلى أن يكون قراءة تاريخية مشوقة، واستعادة للتاريخ والمصير الخاص جدا ل46 وليا و23 وليا تم اختيارهم، ليس دون عناء، من بين 656 وليا ممن تم إحصاؤهم بالمغرب. ويتتبع المؤلف مختلف مظاهر حياة هاته الشخصيات البارزة التي شغلت مساحة مهمة ضمن دائرة أولياء الطائفة اليهودية في المغرب. كما يذكر الكاتب، في سياق ذلك، بأصول الهيلولة; الذي هو الحفل الديني المخصص لإحياء ذكرى أحد كبار أحبار اليهود بالمغرب رابين شمعون بار يوحاي. وعلى هذا النحو، يطمح الكاتب من خلال هذا المؤلف، وعبر 315 صفحة من القطع الكبير والمزين بنحو 400 صورة فوتوغرافية، حمل القارئ إلى إعادة اكتشاف التراث الديني والثقافي اليهودي-المغربي، غايته في ذلك، هو العمل بكل تفان على "استدامة هذا التراث العظيم"، الذي يرى فيه مستقبل جيله ومستقبل جيل أبنائه وأحفاده.