أولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس، أبرز اهتماماتها لمضامين الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس ببروكسيل، ولنتائج الدور الأول من الانتخابات البلدية في فرنسا ، ورد فعل الحكومة الكتالونية بعد قرار المحكمة الدستورية الإسبانية إلغاء إعلان السيادة الذي اعتمده برلمان هذه الجهة الواقعة شمال شرق البلاد، فضلا عن القرارات التي تسعى الحكومة الألمانية اتخاذها بخصوص المساعدات الاجتماعية المتعلقة بالمهاجرين من الدول الأوروبية. وتطرقت أيضا إلى احتمال وقف الوفد الروسي في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا مشاركته في أعمال المنظمة خلال دورة أبريل المقبلة، في حال قررت الجمعية التصويت لصالح حرمان الوفد الروسي من حق التصويت او الاعتماد، كما سلطت الضوء على قضية الطائرة الماليزية التي سقطت في المحيط الهندي في ظروف غامضة مما أسفر عن مصرع جميع ركابها البالغ عددهم 239 شخصا. فبشأن مضامين خطاب الرئيس الامريكي ببروكسيل أكدت الصحف البلجيكية أن أوباما "منحنا خطابا هاما هو الأفضل" له. وقالت صحيفة (لوسوار) في هذا السياق، إن باراك أوباما تحدث عن الكرامة الانسانية واحترام الاختلاف كما تطرق بوضوح الى مصير المهاجرين . من جهتها اعتبرت صحيفة (لاليبر بيلجيك) ان خطاب أوباما كان صارما تجاه روسيا بوتين مما يؤكد أن واشنطن لديها ارادة التحرك على الميدان الاقتصادي. وتناولت الصحف السويسرية هي الاخرى بشكل واسع خطاب أوباما، مبرزة النداء الذي وجهه الرئيس الامريكي الى الأوروبيين من أجل التعبئة ضد التهديدات التي تمثلها سياسة روسيا في المنطقة . وقالت (لاتريبون دو جنيف)، في هذا الصدد، إن أوباما حرص على طمأنة حلفائه الاروبيين بشأن التزام بلاده القوي الى جانبهم ،مؤكدة أن واشنطن تشجع حلف شمال الاطلسي على تعزيز حضوره شرق اروبا في وقت تبرز فيه مخاوف من غزو عسكري روسي لاوكرانيا، فيما أشارت صحيفة (لومتان) الى أن روسيا ضمت بشكل سريع شبه جزيرة القرم على الرغم من التوقعات القاتمة لاقتصادها. من جهتها، كتبت صحيفة (ريبوبليكا) البولونية أن الرئيس أوباما يشاطر الأوروبيين قلقهم بشأن مساعي روسيا لاعادة رسم الحدود بالقارة الاروبية، مؤكدة ان الولاياتالمتحدة تلح على أهمية حلف شمال الاطلسي من اجل الدفاع عن الدول الاعضاء دون تمييز جغرافي او ديموغرافي. أما صحيفة (بولسكا) فركزت من جانبها على تصريحات المستشار الالماني الاسبق هيلموت شميت التي اعرب فيها عن تفهمه لموقف الرئيس فلاديمير بوتين بضم شبه جزيرة القرم الى بلاده وانتقاده لسياسة الغرب القاضية بفرض عقوبات على موسكو واصفا هذه السياسة ب"البليدة". ونقلت الصحيفة عن شميت قوله إن الغرب ضخم من ازمة اوكرانيا اعتقادا منه ان روسيا ستقدم في مرحلة مقبلة على غزو بلد اخر في المنطقة، داعيا الى اقامة حوار مع الكريملين من اجل فهم دوافع روسيا في مواجهة وضعية غير مستقرة باوكرانيا. أما في فرنسا، واصلت الصحف تعليقاتها على نتائج الدور الأول من الانتخابات البلدية وخاصة نتائج الحزب الاشتراكي المخيبة للآمال ،حيث كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن الاعلان عن ارتفاع نسبة البطالة قبل أربعة أيام من الدور الثاني لهذه الانتخابات قضى على آمال الحزب الاشتراكي في التمكن من عكس الاتجاه الاحد المقبل، مضيفة أن الاعلان عن ارتفاع نسبة العاطلين جاء في وقت غير مناسب بالنسبة لفرانسوا هولاند وجان مارك أيرو وحكومته والحزب الاشتراكي برمته في اللحظة التي يحاول فيها استمالة الناخبين. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) إنه غداة صفعة الجولة الأولى من الانتخابات البلدية ،يجد فرنسوا هولاند نفسه محاصرا بين طلبات ناخبيه وسياسته الاقتصادية، مشيرة الى أن الحكومة تبحث عن اجابات في الميدان الاجتماعي عبر التخفيف من الضرائب على الأسر. من جانبها أكدت صحفية (لوموند) أن الحزب الاشتراكي وجد نفسه مضطرا في كل من باريس ونانت وتولوز لقبول تنازلات هامة من اجل الحصول على دعم الخضر عشية الدور الثاني للانتخابات البلدية، مضيفة أن عددا من مرشحي الحزب الاشتراكي انسحبوا من منافسة الجبهة الوطنية. وبإسبانيا، تركز اهتمام الصحف حول رد فعل الحكومة الكتالونية بعد قرار المحكمة الدستورية الإسبانية إلغاء إعلان السيادة الذي اعتمده برلمان هذه الجهة الواقعة شمال شرق البلاد. وكتبت صحيفة (إلموندو) في هذا الصدد، أن رئيس الحكومة المحلية الكاتالونية أرتور ماس حذر من أنه سيواصل خططه الرامية للاستقلال رغم حكم المحكمة الدستورية، مضيفة أن ماس وجه، عقب هذا القرار، رسالة لعمداء المدن يطلب منهم التعاون لاجراء استفتاء تقرير المصير المقرر يوم 9 نونبر. واضافت أن الحزب الاشتراكي الكتالوني وحزب الشعب الكتالوني طالبا، من جانبهما، الرئيس ماس بالأخذ بالتعقل واحترام قرار العدالة ووضع حد لتحديه السيادي. من جهتها، كتبت (أ بي سي) أن "ماس تجاهل قرار المحكمة الدستورية، ويصر على الاستمرار في تحديه حتى النهاية"، مشيرة إلى أنه وعد بإيجاد حل لقرار المحكمة الدستورية. وأضافت اليومية أن ماس أردف "إننا سنجد حلا لكل عقبة" تعترضنا. وفي السياق ذاته أوردت (إلباييس) أن ماس مستمر في موقفه بشأن استفتاء تقرير المصير على الرغم من قرار المحكمة الدستورية. وفي ألمانيا ركزت الصحف في تعاليقها على جملة من المواضيع كان أهمها القرارات التي تسعى الحكومة الألمانية اتخاذها بخصوص المساعدات الاجتماعية المتعلقة بالمهاجرين من الدول الأوروبية، وقبول بابا الفاتيكان استقالة أسقف ألماني أثار جدلا بسبب حياة الترف التي انتهجها. وفي هذا الإطار، علقت صحيفة (لايبتسيغر فولكتسايتونغ) أن أسقف ليمبورغ الكاثوليكي الألماني ،تيبارتس فان إلست، الذي اشتهر باسم "أسقف الحياة المترفة" لصرفه مبالغ كبيرة من أموال الكنيسة من أجل حياة الترف، لا يصلح للكنيسة التي تستدعي حياة متواضعة والتضامن مع الضعفاء وهو الأمر الذي يدعو إليه البابا فرانسيس ويؤكد عليه بلا توقف. من جانبها اعتبرت صحيفة (فيتسلاغه موين تسايتونغ) أن قرار قبول استقالة الأسقف الكاثوليكي لا مفر منه، ولو أنه جاء متأخرا، لكنه معقول، اذ انتظرت القاعدة الكاثوليكية هذه الاستقالة منذ أشهر مذكرة أن الأسقف فان إلست أثار فضيحة ببنائه منزلا بتكلفة باهظة من أموال الكنيسة، وقيامه برحلة مكلفة جدا إلى الهند. أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ)، فلاحظت أن قبول استقالة الأسقف فان إلست ، من قبل البابا فرانسيس جاءت للحفاظ على صورة الكنيسة، وللتأكيد على أن الأسقف ليس من حقه إطلاق العنان لرغباته. فالأسقف، تضيف الصحيفة ، يتعين أن يكون قدوة وصاحب قيم ويتحمل الصعاب، وينتهج أسلوب حياة بسيطة. من جهة أخرى، عادت الصحف إلى تناول موضوع المساعدات الاجتماعية الخاصة بالمهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي خاصة من رومانيا وبلغاريا، حيث رأت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) بهذا الخصوص أن الحكومة الاتحادية تسعى إلى اتخاذ إجراءات لتنظيم استغلال هذه المساعدات خاصة وأن التوقعات تشير إلى أن الهجرة إلى ألمانيا ستستمر في الزيادة خلال السنوات المقبلة. وأكدت الصحيفة أنه يتعين على الحكومة اتخاذ هذه الإجراءات لتجنب العواقب التي قد تتسبب فيها هذه الإعانات التي قد تشمل أطفال المهاجرين الذين لا يعيشون في ألمانيا حيث لن يرضي هذا الوضع دافعي الضرائب وقد يثير الاستياء كما وقع في سويسرا. أما صحيفة (فيستدويتشه تسايتونغ) فكتبت أن النظم الاجتماعية ستواجه مشاكل كما أكد ذلك من قبل الحزب الاجتماعي المسيحي، حليف حزب ميركل في الائتلاف الحاكم، خاصة وأن نسبة 7ر0 في المائة من المستفيدين من المساعدات الاجتماعية فقط من رومانيا وبلغاريا، منبهة إلى ضرورة إعادة النظر في إدارة هذه المساعدات التي قد تتسبب في رفض استقبال الأجانب في ألمانيا التي أصبحت أول دولة تستقبل المهاجرين. وفي روسيا ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن الوفد الروسي في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا قد يوقف مشاركته في أعمال المنظمة خلال دورة أبريل المقبلة، وذلك في حال قررت الجمعية التصويت لصالح حرمانه من حق التصويت او الاعتماد. وأضافت الصحيفة أن البرلمانيين الأوروبيين يقترحون فرض هذه الإجراءات ضد روسيا ردا على سياستها نحو أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم. وأشارت الصحيفة إلى أن الوفد الروسي سيحاول استباق الأمور لأنه لو قررت الجمعية التصويت على هذا الاقتراح فسيصبح واضحا بشكل مسبق انه سيتسبب بانتقاص حقوق روسيا بهذا الشكل او ذاك. وكتبت "ازفيستيا" إن عقوبات الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ضد روسيا قد تؤثر على ميزانية المنظمة ذاتها على اعتبار أن حصة روسيا في الميزانية المذكورة تبلغ أكثر من 22 مليون يورو، ولذلك من المستبعد أن ترغب الجمعية باستبعاد روسيا من صفوفها على الرغم من موقف بعض البرلمانيين الأوروبيين. من جانبها، أشارت صحيفة (ازفيستيا) إلى اللقاء الذي جمع أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس شركة "سيمنس" جو كازر، موضحة أن المرة الأخيرة التي التقى فيها الطرفان كانت في أكتوبر من السنة الماضية، حيث تم خلال هذا اللقاء إعلان الجانبين أن الشركة تخطط والى غاية سنة 2015 توظيف موارد ضخمة جدا في مشاريعها في روسيا. وأفاد مصدر في ممثلية شركة "سيمنس" في روسيا للصحيفة بأن الشركة معنية بتنفيذ مشاريع في روسيا وبالذات بتطوير النقل عبر القطارات فائقة السرعة. أما في بريطانيا، فقد عادت الصحف لتسلط الضوء على قضية الطائرة الماليزية التي سقطت في المحيط الهندي في ظروف غامضة مما أسفر عن مصرع جميع ركابها البالغ عددهم 239 شخصا. وقالت صحيفة (الغارديان) إنه تم العثور على 122 جسما في جنوب المحيط الهندي بفضل الصور الجديدة للأقمار الصناعية التابعة لشركة (إيرباص)، مشيرة إلى أن هذه الأجسام التي يتراوح طولها ما بين متر و23 مترا، متناثرة على مساحة 400 كلم مربع، وتبعد نحو 2500 كلم جنوب غرب مدينة بيرث الاسترالية. وأبرزت الصحيفة تعبئة وسائل جوية وبحرية ضخمة (طائرات استطلاع إلكترونية، بواخر، طائرات بدون طيار، غواصات..) من أجل تحديد موقع الصندوقين الأسودين للطائرة المتحطمة وهي من طراز (بوينغ 777) والتي كانت قد أقلعت من العاصمة الماليزية في اتجاه بكين قبل أن تختفي من شاشات الرادار بعد دخولها الأجواء الفيتنامية. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الديلي تلغراف) الجهود الدولية الكبيرة المبذولة من أجل الوصول إلى موقع الصندوقين الأسودين للطائرة مشيرة إلى استخدام جميع التقنيات العسكرية والمدنية المتطورة الخاصة برصد وتسجيل الأصوات من أجل الكشف عن مكانهما المحتمل في قاع المحيط. وأشارت إلى أنه بالموازاة مع جهود البحث، فقد بادرت أسر الضحايا إلى تقديم شكاوى من أجل التعرض للضرر والمطالبة بتعويضات بملايين الدولارات من شركة الطيران الماليزية والشركة المصنعة للطائرة. وسلطت صحيفة (الاندبندنت) من جهتها الضوء على مشاركة فرق بحث دولية تمثل عدة بلدان في عمليات البحث عن أنقاض وحطام الطائرة المفقودة بمياه المحيط الهندي، مشيرة إلى أنه قد تم تعليق نشاط هذه العمليات الصعبة بسبب سوء الأحوال الجوية.